للأسف فإن أيام العيد في السنوات الأخيرة أصبحت ممّلة عند البعض، وهناك من أصبح يعيش عزلة لثلاثة أو أربعة أيام حتى تبدأ الأجواء تركد، وتعتدل ساعة رمضان البيولوجية، لأن معظم من يقومون صبح العيد سوف (تنتهي بطارياتهم في الغالب) بعد الظهر، ليستيقظ فريق آخر غيرهم، ويعود للنوم بعد منتصف الليل، عندما يعود الفريق الأول لأجواء العيد مرة أخرى.. وهكذا!
يمكنك تسجيل العديد من المشاهد (الدرامية والتراجيدية) صباح العيد، بسبب حركات البعض ممن بالكاد يلامس (خشمه طرف خشمك) حتى لا تتأثر كشخته، لكونه أعلى مكانة وأكثر مالاً، وهناك من تلاحظ أنه (هلكان) ونفسيته (داون) وعيناه شديدة الاحمرار، هنا يجب أن نحسن النيّة في الرجل، لأنه مواصل من (ظهر أمس) راح يطلع ملابسه، ويغسل سيارته، ويحلق قبل الزحمة.. إلخ ، نوع ثالث يستحق التعاطف لأن الخياط أعدم (خطط العيد)، تشعر بالحرج في وجهه، وخانقته العبرة بسبب (أزرار الثوب الضيّقة) هذا يستحق أن تراعي ظروفه، وتبتسم في وجهه وتقرّب له صحن حلوى العيد!
أما النوع الأهم والأخطر الذي يحتاج إلى معاملة خاصة: فهو القلق.. الذي ينظر كثيراً إلى ساعة يده.. غير المهتم ببقاء ثوب العيد نظيفاً، تجده يحاول أن يسجِّل حضوره أكبر وقت ممكن، بكثرة الحديث والسلام، وقد يتطوّر الأمر إلى صب القهوة والشاهي على غير العادة (لكبار السن)؟! بكل بساطة (أبو الشباب) وراه (رحلة دولية)، ويبي الفكة.. تكسب أجراً لو وصلته، وكتبت في (الواتس آب) دون أن يعلم: في الطريق للمطار لتوديع فلان..!
المشكلة هي في العابس، المُتكدر، المتجهم: يا لحبيب (الدنيا عيد) فكها شوي (الله يرحم والديك)، افرح وابتسم وأدخل السرور على من هم حولك..!
العيد له آداب و(معانٍ عظيمة)، حتى لو لم ينبهنا لها الخطيب في (صلاة العيد)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com