|
يمر بنا العيد بمباهجه وسروره فيفرح الكبار.. ويغرّد الصغار.. ويشدو الصبية والفتيان.. ويبذل فيه الباذلون من أموالهم صدقات يسعد بها المحتاجون فينتشر السرور.. ويعلو صوت الفرح.. يمر بنا العيد وهناك أجساداً أنهكها المرض.. وكبار يعيشون على أسرة العجزة.. وأيتام غابت عن عيونهم البهجة.. وعائلات فقدوا عزيزاً عليهم داخل أروقة السجون ومنهم من اغتالتهم الحوادث المهلكة.. وهؤلاء جميعاً بحاجة إلى نظرة التكافل التي تعودناها في مجتمعنا المتكافل عبر مؤسساته الخيرية ومراكزه الاجتماعية.
أهلاً بك أيها العيد فقد جئتنا وسط أكوام حزينة لترسم على شفاهنا بعض الابتسامات ونختزل همومنا وأحزاننا بعض الوقت لنفرح بقدومك ونسعد بمجيئك وتفرح كل القلوب بحلولك..
يحل بنا العيد وأمتنا الإسلامية والعربية تمر بأزمات قاسية ومستنقعات خطرة تكاد تقضم ما تبقي لنا من مشاعر حيّة انغرست في قلوبنا منذ الصغر.. لقد خلف الربيع العربي بفيضانه الهادر (وإن كان معبّراً عن مشاعر بعض الشعوب) خلف الكثير من الآثار الكئيبة على الأفراد والجماعات تشريداً وقتلاً وضياع أسري وشتات للكثير من العوائل لأن الطغاة استخدموا مطرقة الحديد والنار ضد أفراداً وجماعات عزل من السلاح.. يمر بنا العيد ليصافح قلوباً مكلومة. ونفوساً حزينة. وأفئدةً دامية بجراح الأمة لا تكاد تشعر بالعيد. ولا تفرح بحلوله. ولا تلتفت لمباهجه ذلك لأن العيد يمر بنا وسط أجواء ملبدة. وأعاصير مهلكة. ودبابات واليات تدك المساكن بمن فيها. والأحياء بساكنيها فتجعلها رماداً وجثث وضحايا وقد اختلطت الدماء وسط ذلك الرماد المحترق.. يمر بنا العيد وجسد الأمة يحترق من أطرافة إلى أطرافه ففي سوريا وبورما وفلسطين وفي الجسد العراقي، حيث التدمير للمدن والمكتسبات كما في ليبيا ولبنان وأفغانستان والآمال تتعلّق بتوحيد الجهود وتوحّد الكلمة تحت مظلة عربية إسلامية وتتطلع إلى نصر مؤزر من رب رحيم ارتفعت آلية أكف الضراعة والابتهال في العشر الأخيرة وطوال الشهر المبارك أن يقيض الله النصر للأمة على أعدائها وأن يخمد الفتن ما ظهر منها وما بطن.... أقول ذلك وأسأل الله الحي القيوم أن يعجل بنصره للأمة العربية والإسلامية وأن يشفي المرضي والمكلومين ويكتب السلامة للجميع.
سليمان بن علي النهابي
sanksa2010@hotmail.com