في مقالها المنشور بصفحة الرأي بتاريخ 24-8-1434هـ تساءلت الأخت الكاتبة رقية الهويريني عن ظاهرة الابتزاز والتحرش التي يمارسها بعض الرجال ضد النساء، وكيف أنه لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن أن الهيئة قد خلصت امرأة أو أكثر من هيمنة مبتز حاول التحرش بها والنيل منها تحت تهديدها بمكالمات مسجلة أو صور ملتقطة.
وتلقي الأخت الكاتبة باللائمة على المرأة التي تستطيع حماية نفسها بالإعراض عمن يحاول التحرش بها منذ البداية حتى لا تكون هي ومن يتحرش بها شريكان في الجناية الأخلاقية التي تنتهي بالفضيحة لكليهما ولأسرتيهما...إلخ.. وأقول ليت النساء وبخاصة الفتيات اللاتي هن أكثر ضحايا التحرش والابتزاز أقول ليتهن يأخذن بنصيحة الأخت الكاتبة فيحرسن على حماية أنفسهن من مخاطر التحرش وعواقبه الوخيمة على شرف المرأة وعفافها وتتحقق هذه الحماية بعدم التفاعل بإيجابية مع مقدمات التحرش التي تتم بصفة خاصة من خلال المكالمات الهاتفية أو المحادثات المباشرة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أخطر حالات التفاعل بإيجابية مع مقدمات التحرش خضوع المرأة بالقول مع الطرف الآخر وهو الرجل من غير محارمها لأن ذلك من شأنه أن يوقعها في مواطن الفتنة والتحرش، وهذه ليست مجرد نصيحة أو توجيه بشري فحسب ولكنه توجيه إلهي كريم فقد نهى سبحانه نساء النبي وهن أمهات المؤمنين عن الخضوع بالقول كما في قوله تعالى:{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } سورة الأحزاب (32) فهو سبحانه لم يمنع النساء من مخاطبة الرجال، ولكن ضمن هذا الضابط الشرعي الذي لا يغري الرجل بالتحرش بالمرأة ومن ثم ابتزازها والنيل منها، وبهذا تكون المرأة قد عملت على حماية نفسها ولم تكن طرفاً في الجناية الأخلاقية التي قد تتعرض لها من قبل الطرف الآخر وساهمت في محاربة ظاهرة التحرش والابتزاز المسيئة لأمن وأخلاق المجتمع.
مع التحية لعزيزتي الجزيرة.
- محمد الحزاب الغفيلي