لا تزال أصداء الحملة السعودية ضد مخالفي أنظمة العمل والعمال في السعودية مستمرة، بعد أمر خادم الحرمين الشريفين بتأجيل الحملة 3 أشهر حتى تكون هناك فرصة لبعض المقيمين لترتيب تواجدهم بشكل نظامي داخل السعودية.
في هذا السياق سجلت المديرية العامة للجوازات عدد المرحلين المخالفين لأنظمة الإقامة في السعودية منذ مطلع العام الجديد حتى تاريخ 30-4-1434هـ على مستوى جميع مناطق المملكة (201350) مرحلاً، ويعد هذا رقماً ليس صغيراً ولكن بحجم العمالة السائبة الموجودة في المملكة وبحجم مساحتها الشاسعة ومشاريعها التنموية، أظن بأن هذا رقم صغير، وهناك أعداد هائلة من العمالة السائبة موجودة في المملكة.
قد يظن البعض بأن العمالة السائبة (غير النظامية) لا تشكل خطراً اقتصادياً أو أمنياً أو سياسياً، وربما من قلة وعيهم بخطورة الموقف أو لتسترهم على تلكم العمالة وهؤلاء قلة ولله الحمد.
منذ أن تأسست هذه البلاد على يد الموحد وتدفقت كنوز الأرض تحتها، وهي تضع خططاً تنموية لترقى بشعبها وتبني أساسات وقواعد الدولة الحديثة، فأصبحت وجهة المقاولين وجنتهم - إن جاز التعبير- وأصبحت الحاجة إلى يد الإنسان ملحة، فجاؤوها من كل فج عميق، وأصبحت محط أنظار الشركات العملاقة، وتكونت طبقة تسمى (مافيا الفيز - التأشيرات) التي تبتز كل من له حاجة للأيدي العاملة في جميع المجالات سواء على الصعيد الشخصي أو القطاع الخاص أو حتى العام. هؤلاء يعيشون مثل خفافيش الظلام، لينقضوا على فرائسهم من المحتاجين المضطرين.
وزارة الداخلية حين تعلن في بياناتها عن جريمة أو القبض على عصابة مخدرات أو فئة ضالة لا يخلو البيان من جنسيات غير سعودية، بل إن عددهم يفوق السعوديين وهذا غالباً، وزير العمل المهندس عادل فقيه حذر من ما وصفه بنزيف الاستقدام، وذكر أن استمراره بهذا الشكل سيجعل السعوديين أقلية في بلدهم مؤكداً بأن استمرار هذا الوضع ليس سليما ولا يرضاه الجميع وله تأثيراته الأمنية والاجتماعية والاقتصادية الكبيرة.
إن التعاون في المبادرة بالإبلاغ عن تواجد المخالفين لأنظمة الإقامة بالاتصال على الرقم الموحد (992) مسئولية الجميع لأننا جميعاً نعيش على هذا الوطن، وحان الوقت لنساهم جميعنا للذود عنه، بل إن المساهمة في هذه الحملة هي جزء من الخطة التنموية لأننا نساعد على الحفاظ على ثروات الوطن، ولحساسية هذا الملف بات ضروريا أن تساهم هيئة مكافحة الفساد لكشف اصحاب النفوس الضعيفة الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية على حساب الوطن وأبنائه.
turki.mouh@gmail.com@turkialmouh