|
الجزيرة - متابعة وتصوير - عبد الله الفهيد:
حذَّرت الجمعيَّة الخيريَّة للتوعيَّة الصحيَّة «حياتنا» من خطورة الألعاب النارية وخصوصًا على الأطفال، وما تسببه من مشكلات على العيون.
وقال لـ»الجزيرة» الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني أمين عام الجمعية الخيرية للتوعية الصحية «حياتنا» وخبير تعزيز الصحة أنه يجب الامتناع نهائيا عن استخدام الألعاب النارية، مع العلم بأن المتوفرة في الأسواق مهربة ورديئة الصنع وتعرض مستخدمها لمخاطر عدة. كما تزداد حالات الإصابات الخطرة لدى الأطفال والبالغين نتيجة استخدامها خلال فترة الأعياد ، ومنها إصابات قد تؤدي لإعاقات دائمة كبتر العضو المصاب أو فقدان البصر عدا حالات الحرائق.
وأشار الدكتور القحطاني من قلقه واستغرابه من دخول الألعاب النارية بهذا الكميات الكبيرة وانتشارها في معظم الأسواق، وهو ما يستدعي تظافر الجهود للحد من تهريب تلك الكميات الكبيرة منها وتعزيز دور الجمارك في ذلك. كما أن وزارة التجارة ووزارة الشؤون البلدية مطالبة بتكثيف الرقابة لمنع بيعها في الأسواق.
ولفت أمين عام جمعية حياتنا إلى إن تلك الألعاب النارية تمثِّل خطورة كبيرة وخصوصًا أن ما يأتي إلينا وفي أسواقنا لا يحمل أي معايير عالميَّة للسلامة، إضافة إلى أنه يجب من يشتريه يكون بالغًا، لافتًا إلى أن تلك الألعاب النارية تمثِّل قنابل موقوتة بسبب أن الموجود في السوق رديء جدًا، وإذا كان ولا بد من استخدامها فيجب أن تكون تحت إشراف بالغين، ما ظلَّ ما نشاهده أيام العيد أن الأطفال يحملون معهم ولاعة أو كبريتًا.
وأوضح الدكتورالقحطاني أن الجمعيَّة أطلقت رسالة توعوية تمثِّل صورة شعلة لحام، حيث إن بعض الألعاب النارية كما في الصورة تلك رأس شعلته تصل إلى 1000 درجة مئوية مثل شعلة اللحام.
ورفض أمين جمعية حياتنا أن يكون إسعاد أطفالنا بما يضر صحتهم، مشيرًا أن بعض تلك الألعاب النارية ربَّما تؤدي إلى إعاقة دائمة، كالعيون والإيدي، وقد تسبب مضاعفات تؤدي إلى عاهات مستديمة مثل العمى أو بتر الأصابع.
من جانبه، نوهت الجمعية السعودية لطب العيون من خطورة الألعاب النارية مشيرة إلى أن الألعاب النارية تعد مسلسل حوادث لعيون الأطفال بكل عيد وأنه في كل عيد تنطلق أصوات الألعاب النارية بأيدي الأطفال وتتزايد طوال أيام العيد ومعها تزداد الخشية من مخاطر تلك الألعاب على أعين فلذات الأكباد وتحويل الحالات الكثيرة منهم إلى أقسام طوارئ المستشفيات – لا قدر الله، حيث حذرت الدكتورة فاطمة بنت عبد الله المطلق – عضو الجمعية السعودية لطب العيون؛ من إهمال ظاهرة الألعاب النارية وعودتها لأيدي الأبناء رغم تحذيرات المسئولين ومنع بيعها وتحذيرات الدفاع المدني أيضا منها؛ ولكن بغياب ترشيد ومتابعة الأسرة لما يشتريه الأبناء من ألعاب العيد ومدى سلامتها.. سواء الشراريات أو النوافير أو الصواريخ مع اختلاف مسمياتها.
والنتيجة كما تقول الدكتورة فاطمة المطلق ورغم تحذيرات الجمعية السعودية لطب العيون باستمرار؛ فإن العديد من الحوادث تقع طوال أيام العيد لعيون الأبناء بعضها تسبب إصابات خطيرة بالعين يؤدي بعضها لفقدان البصر سواء بأجزاء العين الخارجية كالقرنية أو النفاذ للأجزاء الداخلية من العين محدثة نزيفا بالعين أو جروحا بالشبكية تتلوها تكون مياه بيضاء أو مياه زرقاء أو غيرها من المضاعفات.
وفي المقابل، يشير الشاب عبد العزيز الخضيري إلى أن التخوف الكبير من الألعاب النارية ليس لها داع، وأن كان يشارك أهل الخبرة والتخصص في أن توضع ضوابط ومنها عدم بيعها على الأطفال إلا بحضور الأب أو الأم، مؤكدين أن بيع الألعاب النارية أصبح تجارة موسمية ناجحة بكل المقاييس، وأصبح البيع عبر مواقع إلكترونية تروج للبيع بالجملة، وإمكانية التوصيل لجميع مناطق المملكة.
وخلال زيارة ميدانية لأحد أسواق الرياض، حيث تعرض عدد من النساء بضاعتهم بكل أريحية تأتي مسميات تلك الألعاب النارية لتضيف مزيدا من الغرابة فمنها سمبوسة وعزوز وخيارة وكمثرى وطعمية وعصفور والفراشة والثوم، ولربما كان الأطفال والشباب هم الأعرف بتلك المسميات، فيما الأب يقف متفرجا ليدخل يده في جيبه ويده الأخرى على قلبه خوفا أنه يدفع ثمن الإعاقة لأحد أبنائه.