الوعي الحقيقي بالشعر والنقد أمل طال انتظاره في الساحة الشعبية وإن وجد حيناً - فهو كالاستثناء الذي لا يلبث نميره الصافي - أن يختلط فيه من الشوائب ما يعكر صفوه وهكذا دواليك.
لأسباب يطول شرحها لتشعب تفصيلاتها الصغيرة وحال بعض منعطفاتها التي لا ترتقي حتى للحديث عنها، وبخصوص النقد وعدم حياديته في الساحة الشعبية فقد ساهمت أسباب كثيرة لا تغيب عن فطنة - كل منصف - كالتكريس للعصبيات القبلية والمناطقية التي باركتها بعض برامج المسابقات الشعرية، حيث فتحت (التصويت الربحي) بلغة الغاية تبرر الوسيلة دون أدنى استشعار لمسؤولية التبعات السيئة لمثل هذا التصرف ومردودها على المجتمعات ونزاهة الشعر وتاريخه، لهذا فإن نخبة الشعراء المثقفين بحسهم النقدي العالي هم أمل الساحة الشعبية الكبير في تجاوز سلبياتها بوعيهم إلى ضفة إيجابياتها، وقبل وبعد هذا بشاعريتهم ورقيهم ونبلهم ومنهم الأستاذ والشاعر الإعلامي مشعل الفوازي الذي يقول: (في الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص فك الارتباط بين المبدع والعملية الإبداعية هو إنصاف للاثنين.. من الظلم للشعر أن نحبه من أجل كاتبه أو العكس).