عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر رجل به فقال يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “أأعلمته؟” قال: لا: قال “أعْلمه” فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له” رواه أبو داود بإسناد صحيح.
هذا التوجه النبوي الكريم، هو الذي يوطد دعائم الأخوة والمحبة بين المسلمين، فالإنسان الذي يحب أخا له في الله، يخبره بما في قلبه نحوه فيقول له في دعائه “إني أحبك في الله” وينبغي على السامع أن يبادله المودة والمحبة، فيقول في دعائه “أحبك الله الذي أحببتني من أجله (رياض الصالحين).
ولطالما وثّق تاريخ الرجال الكرام الصداقة المشرفة في جبين صفحاته المضيئة بحسب مواقف الإيثار، والوفاء، والمحبة المتبادلة في الله - والأيام خير شاهد - وهذا ما جسده الدكتور الشاعر إبراهيم العواجي بقوله:
الصديق اللِّي إلى احتجته يجيك
يمسح دموع الألم لو ما عطا
يفتح عروقه لهمّك يحتويك
ويرسم البسمة على وجهك غطا