|
بيتر وايل وستيفاني وورنر:
ما الذي يجمع بين ما يلي: بطاقات الائتمان، والبيانات الصوتية المتدفقة عبر الانترنت أو الموسيقى المسجّلة، والروبوتات المستعملة للإنتاج، والكومبيوترات في منتجات كالسيارات والمكانس الكهربائية، ووحدات تحكّم الفيديو المستعملة للتعدين عن بعد؟ الجواب هو أنها كلها رقمية وقابلة للتوصيل.
ومع استمرار الميل نحو الرقمنة المتزايدة، من الضروري أن تكتسب الشركات القدرة على التحكّم بالرقمنة الكاملة. وقد اكتشفنا، في مركز بحوث أنظمة المعلومات التابع لكلية «سلون» للإدارة في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، أن الشركات تعتمد مقاربة أو أكثر من أصل ثلاث مقاربات هي التلاقي، والتنسيق، وحزم الابتكار الرقمي المستقلة.
ولكل مقاربة أهداف شديدة الاختلاف ومقاييس للنجاح.
التلاقي: تجمع هذه المقاربة بين استثمارات الرقمنة كلها، وتضعها في عهدة مسؤول تنفيذي واحد. وكلما كان الأمر ممكناً، ستعمد الشركات التي اختارت مقاربة التلاقي إلى ترسيخ أهم أصولها مؤسسياً، من أشخاص، وبيانات، وبنية تحتية، ومهارات وإجراءات إدارية.
التنسيق: لا تبدّل هذه المقاربة التركيبة المؤسسية، ولكنها تضيف آليات (على غرار لجان أو بوابات) إلى الإجراءات المرتبطة بإحدى حالات الأعمال، بهدف زيادة مستويات التنسيق في الاستثمارات الرقمية الكبيرة بين المجموعات، على غرار مجموعة الهندسة أو العمليات أو مالكي المنتجات. وفي مقاربة التنسيق، تعمل الآليات كلها معاً لتحقيق نتيجة محددة. وتكون هذه المقاربة ناجحة عند وجود هدف أو اثنين على صعيد المؤسسة. بيد أنّ الحذر واجب، لأنه عند امتداد أهداف مؤسسية كثيرة على نطاقات جغرافية ووحدات أعمال متعددة، قد تؤدي مقاربة التنسيق إلى مجموعة لجان وإجراءات حوكمة متشابكة.
حزم الابتكار الرقمي المستقلة: ترى الشركا ت، التي تعتمد هذه التركيبة والمقاربة، أن مفتاح نجاحها يكمن في الابتكار من خلال الإدارة المحلية. والملفت أن كلاً من الحزم المستقلة – على غرار حزم المنتجات المختلفة أو وحدات الأعمال أو المناطق الجغرافية – تُترَك للعمل بصورة مستقلة، كي يتسنّى لها تعزيز قيمتها المحلية من دون أي تنسيق مع الإدارة. وتُعتبر مقاربة حزم الابتكار الرقمي المستقلة مناسبة للشركات التي ترى أن الاستقلال الذاتي يحسّن الابتكار وردود فعل العملاء المحليين.
ونرى أن إدارة الرقمنة الكاملة تدخل اليوم في عداد الفرص والتحديات الأكبر حجماً في مواجهة الشركات – ومدراء المعلومات فيها. وفي عالمنا الذي يلجأ إلى الرقمنة بصورة متزايدة، من الضروري إدارة الرقمنة الشاملة بشكل استراتيجي أو مواجهة احتمال حصول الفوضى الرقمية في شركتك.
(بيتر وايل كبير علماء بحوث ورئيس مجلس إدارة مركز بحوث أنظمة المعلومات في كلية الإدارة التابعة لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج، بولاية ماساتشوستس. أما ستيفاني وورنر، فعالمة بحوث في المكان عينه).