|
تعتبر كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم , فهي لعبة تجذب الصغار والكبار سواء للممارسة أو المشاهدة وأطلق عليها العديد من التسميات منها معشوقة الملايين أو الساحرة أو المستديرة , إن منافسات كرة القدم الدولية تمثل بعدا حضاريا للدولة مما يعد رفعة لشأنها وعلامة بارزة لتقدمها . وهذا يتجلى بوضوح من الدوي الهائل لانتصاراتها الذي يعم صداه كل أنحاء الدنيا ومن ضخامة وفخامة الاحتفالات بهذه الانتصارات بشكل لا يضاهيها غيرها , فلا عجب عندما يتباهى السيد جول ريمي الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم قائلا (إن الشمس لا تغرب مطلقا من إمبراطوريتي ) وذلك دلالة على انتشار لعبة كرة القدم في مختلف أرجاء المعمورة .
نستطيع أن نقول إنه نتيجة لما تحظى به كرة القدم من شهرة واسعة فقد دفع المهتمين في مجال علم النفس الرياضي ومنذ فترة على دراسة الطرق والوسائل التي تساعد المدربين للوصول إلى أحسن حالات التحضير بعيدا عن الضغوطات النفسية والتوترات السلبية التي يتعرض لها المدرب في مجال عمله والتي تعمل على إجهاده بدنيا وفكريا والإضرار بفاعليته .
إن الضغوطات التي تنتج عن المنافسات تلعب الدور الكبير في حياة المدرب الرياضي لارتباطها بسمات شخصيته وسلوكه ودوافعه وحاجاته التي تفرضها الأنشطة الرياضية التي يمارسها إذ أنه لا يوجد نشاط رياضي يمارس دون أن يصطبغ بالانفعالات والضغوطات وحيثما وجدت المنافسات والمسابقات الرياضية وجدت تلك الضغوطات والانفعالات التي تزيد من الأعباء والمتطلبات على كاهل المدرب فالمجال الرياضي هو المجال الحيوي الذي تظهر فيه الخبرات الانفعالية في أوج تأثيرها على مكونات شخصية المدرب وعلى قدرته على التفاعل والتكيف مع المحيط .
أن مهنة التدريب الرياضي من أكثر المهن المختلفة تعرضا للضغوط إذ يرتبط عمل المدرب الرياضي بالعديد من العوامل التي تتميز بالانفعالات كلقلق والتوتر وكذلك الاستثارة الفسيولوجية والنفسية والضغط النفسي والعصبي التي قد تسهم في إنهاك قوى وطاقات المدرب الرياضي وتحرمه من الاستمتاع بحياته على الوجه الأكمل وتعمل على إضعاف ثقته بنفسه وتنمية مفاهيم سلبية نحو الذات ونحو الآخرين والاعتقاد بأنه غير كفؤ في عمله كمدرب وخصوصا عندما يأتي النقد من الجمهور فالنقد من الإعلاميين قد يفسر أحيانا من قبل المدرب بأنها أقلام مأجورة لفرق منافسة لكن رأي الجمهور له وقع السيف على المدرب فهم أكثر من يؤثرون في رأي الإدارة عند الرغبة في الاستغناء عن خدماته , كما قد يشعر ببعض الأمراض العضوية , وكما يشغل تفكيره ما بين الاستمرار في عمله أو اعتزاله العمل كمدرب رياضي مما يؤدي إلى حدوث الاحتراق النفسي لدى المدرب الرياضي .
في المجال الرياضي يمكن أن يتحول الإخفاق في المباريات والمنافسات وعدم تحقيق الأهداف إلى حالة من الاحتراق النفسي التي تقود اللاعب أو المدرب إلى الابتعاد الكلي أو الجزئي عن ممارسة التدريب .
وترتبط ظاهرة الاحتراق النفسي بما يسمى ظاهرة ضغوط العمل ونظرا لما يتعرض له الرياضيون من ضغوطات فإن المهتمين بهذا المجال , وما يشمله من منافسات أخذوا في توجيه المزيد من الاهتمام لدراسة تلك الظاهرة وتأثيرها على العاملين في المجال الرياضي وقد حظي المدرب الرياضي بدرجة كبيرة من هذه العناية , ويعود بذلك إلى طبيعة دورة ومكانته في هذا المجال .
إن الأعباء والمتطلبات التي تقع على كاهل المدرب الرياضي تؤدي إلى حالة من الإنهاك العقلي والانفعالي والبدني وخاصة عندما يدرك هذا المدرب أن الجهود التي يبذلها أو علاقتة مع الآخرين لم تسهم في حدوث العائد أو المقابل الذي يتوقعه .
وقفة أخيرة :
نصيحة للإعلاميين الجدد الذين يكتبون لأجل مصالح فرق منافسة والذين لا يعرفون سامي جيدا منذ أن كان لاعبا حاربه العديد من الإعلاميين في كل مباراة يشارك فيها ولا يسجل هدف , أنصحكم بسؤال أساتذتكم قبل أن تهدروا أحباركم وتتعبون أيديكم سامي لديه حصانه اكتسبها من وجوده لاعبا وهداف للهلال لأكثر من 18 سنة , سامي لا يضع قدمه في مكان إلا ويحرز التقدم والتميز لأنه عاشق التحدي .
د. عبدالله بن صالح الفهري - كاتب وأكاديمي
@drabdullah5454