|
وداعا يا رمضان.. أيام مضت، صفحات طُويت، حسنات قُيدت، صحائف رُفعت، وها قد حان وقت الرحيل.
ما أشبه الليلة بالبارحة، فقد كنا في شوق للقائه، نتحرى رؤية هلاله، ونتلقى التهاني بمقدمه، وها نحن في آخر ساعاته، نتهيأ لوداعه، وهذه سنة الله في خلقه، أيام تنقضي، وأعوام تنتهي، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
فمن المقبول منا فنهنئه، ومن المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول هنيئاً لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك. كان حال الصالحين عند وداع رمضان في خوف ودعاء، خوف من رد العمل، ودعاء بالقبول من ذي الجود والكرم، يقول المولى عز وجل: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أي يعملون الأعمال الصالحة وقلوبهم خائفة ألا تقبل منهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يغفر لأمته في آخر ليلة في رمضان. قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله». رواه أحمد
فهذا حال سلفنا في وداع هذا الشهر، ولنتفكر عند رحيله سرعة مرور الأيام، وانقضاء الأعوام، ودنو الآجال، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين، وعظة للمتعظين.
روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: «يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، و من هذا المحروم فنعزيه».
ومن أعظم ما يتبع به شهر رمضان صيام الست من شوال، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوّالٍ. كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ).
فالحمد لله أن بلغنا رمضان، ونحمده تعالى على نعمة التمام، ونسأله تعالى أن يحسن لنا الختام .
اللهم تقبل منا رمضان، وأعده علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة، ونحن في صحة وعافية وحياة رغيدة.
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.
وقفة:
فها نحن بعد سويعات نستقبل يوم الجوائز.