|
قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، إن بلوغ شهر رمضان نعمة كبرى ومنة عظمى لا يقدرها إلا من عرف قدرها ومن وفقه الله لفعل الخيرات فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يغتنم مثل هذه الفرص العظيمة كما كان هدي نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وكذلك كان هدي أصحابه رضوان الله عليهم، فقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يستقبل هذا الشهر الكريم وأهل بيته رضي الله عنهم جميعاً بالفرح والبهجة والسرور، حيث يقول: (لقد أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه برحمته ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم رحمة الله) (أخرجه الطبراني) لذا فإنه من الأمور التي يجب علينا أن نستقبل بها هذا الشهر الكريم تجديد العهد مع الله بالتوبة الصادقة والإنابة إليه والبعد عن الكذب والنفاق والغيبة والنميمة كما يجب علينا جميعا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ونزن أعمالنا قبل أن توزن علينا كما يجب أن نتذكر أن أيام رمضان أيام معدودة سريعة الرحيل فنحاول أن نملأها بالذكر والصلاة وكذلك بتفطير الصائمين وإطعام المحتاجين ومساعدة الأرامل والمساكين كما يجب علينا أن نخطط ليوم رمضان بكثرة الأعمال الصالحة كقراءة القرآن والصدقة والجلوس مع الأهل وزيارة الأقرباء بعيداً عن قضاء الأوقات فيما لا فائدة فيه فليس منطقياً أن نصرف أوقات الشهر الكريم الثمينة كلها أو جلها في النوم ومشاهدة التلفاز أو أمور اللهو والتسلية الأخرى وإن كانت مباحة فكيف بالأمور المحرمة نسأل الله بمنه وفضله أن يوفقنا لصيام هذا الشهر وقيامه ويجعلنا فيه من المقبولين, إنه سميع مجيب.