|
عندما وضع خادم الحرمين الشريفين - نصره الله - ثقته الغالية بالهيئة الملكية ورئيسها سمو الأمير سعود يدرك تماما أهمية هذا القطاع ودوره في تنمية الاقتصاد الوطني، فالهيئة الملكية منذ أن تأسست قبل نحو خمسة وثلاثين عاما استقطبت ووفرت العديد من فرص العمل للشباب السعودي والأرقام الواردة في التقرير السنوي للهيئة الملكية لعام 1433هـ تقول إن عدد العاملين في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين في جميع القطاعات بلغ حوالي 167 الف بزيادة تصل إلى 74% عما كان عليه في عام 1423هـ كما أن المشروعين العملاقين الجيل 2 وينبع 2 سيوفران عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة.
لقد وضعت الهيئة الملكية للجبيل وينبع سعودة الوظائف في المدن التابعة لها هدفا استراتيجيا تنطلق منه لتكريس دورها الوطني كمساهم رئيس في النمو بالمملكة، وتبذل الهيئة جهوداً كبيرة لإنفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الرامية إلى تأهيل شباب الوطن وإحلالهم في مختلف المواقع الوظيفية في المدن الصناعية الجبيل، ينبع، ورأس الخير، ويقود سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع العديد من المبادرات الرائدة التي سيكون من شأنها استقطاب الآلاف من الشباب السعودي للانخراط في ميادين العمل، سواء في الهيئة أو الشركات والمؤسسات العاملة في المدن الصناعية التي تديرها.
وتعتز الهيئة كثيراً بتلك البرامج الطموحة التي أطلقتها خلال الأعوام الماضية، ومنها برنامج سعودة وظائف المقاولين لدى شركة سابك الذي سيمكن من استقطاب خمسة آلاف شاب، وهذا البرنامج يتم بالتعاون بين كل من الهيئة الملكية وشركة سابك وصندوق الموارد البشرية، وكذلك البرامج التدريبية المنتهية بالتوظيف الخاصة بشركة مرافق التي توسعت عملياتها حتى وصلت إلى رأس الخير مما سيمكنها في المستقبل من استيعاب أكبر عدد من شباب الوطن، لا سيما وأن برامج التدريب والتأهل التي نفذتها مرافق ولا زالت تنفذها مصممة وفق أعلى مستوى للإيفاء باحتياجات الشركة، بل إن فائدتها قد تمتد لتعم قطاعات أخرى في رأس الخير والجبيل الصناعية.
وتقود الهيئة كذلك برنامج التأهيل والإحلال الذي يستهدف إحلال الكفاءات السعودية محل العاملين غير السعوديين في مختلف الوظائف والمهن في المدن التي تديرها، كما أن كليات ومعاهد الهيئة الملكية للجبيل وينبع تنظم بشكل مستمر دورات مكثفة يستفيد من مخرجاتها عدد من الشركات العاملة في الجبيل وينبع الصناعيتين وستستفيد منها في المستقبل رأس الخير، وتحرص هذه المعاهد والكليات على تصميم برامج تتوافق مع حاجة سوق العمل، وتجد مخرجاتا فبولا وفرصاً وظيفية مضمونة نظراً لرغبة القطاعات العاملة في المدن التابعة للهيئة في مخرجات تلك المؤسسة الأكاديمية نظراً لتأهيلها بالشكل المناسب والمتناسب مع متطلبات المرحلة ويؤدي كذلك شركاء الهيئة الملكية في رأس الخير دورهم الوطني في تأهيل وتوظيف الشباب السعودي على الوجه المطلوب فشركة التعدين العربية السعودية (معادن) تستهفد زيادة عدد موظفيها إلى 6500 موظف عام 2015م وبنسبة سعودة تصل إلى 80% حيث ستضيف سنويا نحو 900 وظيفة.
وتتخذ معادن من تدريب وتطوير الكوادر السعودية ركيزة أساسية لتنفيذ استراتيجيتها للنمو، بل أن جميع القطاعات العاملة في مدينة رأس الخير تهدف إلى تأهيل الشباب السعودي إنفاذا لرغبة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - حيث تسعى تلك القطاات إلى اكساب الشباب الخبرة والمعرفة اللازمة وتوظيفهم وتوطين الخبرة المهنية والتقنية بما يحقق النمو والتطور والرقي الفني والإداري لهم, وستحقق بحول الله جميع المشاريع التي من المنتظر تنفيذها في مدينة رأس الخير الصناعية نهضة عملاقة في هذا الجزء الغالي من بلادنا مما سيشجع الأعمال والاستثمارات الصناعات على النمو والازدهار الأمر الذي سيحقق تنمية مستدامة يستفيد منها الوطن والمواطن على حد سواء.