حقيقة إنني لست من هواة الكلام في السياسة لأنّ السياسة تُترك للساسة وحسب الاختصاص، وكما يقال من تكلم في غير فنّه أتى بالعجائب، ولكنني قرأت عن السياسة وخاصة ما يخص أمتنا العربية خاصة والإسلامية عامة، وتكوّنت لديّ بعض الرؤى ووجهات النظر، خاصة في الوقت الحالي الذي خرج علينا الربيع العربي والخريف والشتاء والصيف، واختلط الحابل بالنابل والغث بالثمين، وخرج الناس إلى الشوارع متظاهرين يشتمون الرؤساء ويلوّحون بأعلامهم (الشعب يريد.. ويريد.. ويريد) إسقاط الرئيس، ولكن لم يفكروا بعد أن يسقط الرئيس من سيتولى الأمر، ونحن في زمن الإعلام المغرض والتكالب على أمتنا العربية والإسلامية من دول الشرق والغرب، إننا يا سادة لدينا ثقافة متحجّرة لا نعرف للديمقراطية طريقاً، والحرية التي نريدها يجب أن تتوافق مع ما نريد نحن وإقصاء كل من يتعارض مع وجهات نظرنا، وإلاّ رجعنا إلى دكتاتوريتنا وضربنا تلك الحرية بكل ما نستطيع حتى وإن أُُجبرنا على استخدام السلاح.. الربيع العربي لم يجلب لنا إلاّ الفوضى، وهذه الفوضى هي ذاتها الفوضى الخلاّقة التي كانت تتشدّق بها وزيرة خارجية أمريكا السابقة كونداليزارايز.. هل هناك فوضى أكثر من فوضى مصر وسوريا والعراق؟ لن يصلح حال هذه الأمة إلاّ بالعودة إلى دينها الذي هو عصمة أمرها، ونبذ التحزُّب والطائفية والقوانين الوضعية التي تُحرف كيفما يشاء الساسة.. اللهم في هذا الشهر الكريم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان في بلاد الشام وفي مصر ولبنان واليمن وجميع بلاد المسلمين، اللهم وفِّق خادم الحرمين قائد نهضتنا وباني مسيرتنا وولي عهده والنائب الثاني لما فيه الخير والسداد لبلادنا وللأمتين العربية والإسلامية، هذا والله من وراء القصد.