التسول فنون، تبدأ بمنافقة أصحاب الشأن، من أجل الهبات والعطايا، وتنتهي بالتأثير المسرحي على الناس الذين يمرون بفترات حرجة، وهو ما يفعله متسولو المستشفيات، على مرأى ومسمع من الاخصائيين الاجتماعيين والاخصائيات الاجتماعيات، مما يجعلك تصدق أن هؤلاء فعلاً في حاجة للمساعدات المالية.
إن الخدعة الإبداعية التي يتفنن فيها متسولو ومتسولات المستشفيات، هي أن الطبيب أعطاهم موعداً بعد شهرين، وليس معهم مالاً لكي يرجعوا لمدنهم البعيدة. ولأنهم يتوجهون لذوي المرضى أمام غرف العمليات أو غرف الإفاقة أو وحدات العناية الحرجة، فإن كل ما في الجيوب يذهب لهم.
أنا لا أقول إن ليس هناك من هو محتاج بشكل حقيقي، ولا أعفي أقسام الخدمة الاجتماعية بمستشفياتنا عن تقصيرهم في خدمة المرضى من النواحي المادية، خاصة في ظل موارد متاحة من التبرعات، ولكن هذه الظاهرة موجودة، ويستفيد منها من هو ليس بمحتاج، ويتضرر منها من هو محتاج فعلاً، لأنه حين يرى هذه الفنون التسولية، فإنه يتعفف عنها.
على وزارة الصحة أن تلتفت لهذا الأمر، عليها أن تقضي على فناني التسول في المستشفيات، وعليها ايضاً أن تصل للمريض الذي يحتاج إلى مساعدات مالية، وتعطيه ما يحتاج، ولا منّة لها في ذلك، بل هو واجبها، ويجب أن تؤديه.