بعد جمود استمر ثلاث سنوات استأنفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أمس رسمياً بمبنى وزارة الخارجية بمشاركة المبعوث الأمريكي للسلام السفير مارتن أنديك وصائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وتسيبي ليفي وزيرة القضاء الإسرائيلي والمسؤولة عن ملف المفاوضات. الاستعدادات للمفاوضات بدأت منذ مساء يوم الاثنين عندما اجتمع أنديك بعريقات وليفي مع أعضاء الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي ومساعده فرانك لونستين، على مائدة الإفطار كبداية لهذه المفاوضات المرتقبة التي وإن بدا الأمريكيون متفائلون وبالذات جون كيري والمبعوث الجديد للسلام مارتن أنديك، إلا أن تصريحاتهم لا تخلو من الحذر والتأكيد بأن المهمة صعبة خاصة وأن العديد من العقبات التي تعترض المفاوضات وبالذات إصرار الجانب الإسرائيلي على مواصلة عمليات الاستيطان والاحتفاظ بمناطق استراتيجية في الضفة الغربية وبالذات في غور الأردن بحجة احتوائها على أجهزة إنذار مبكر ومراقبة تحصن أمن إسرائيل. الأمريكيون لا يخفون بأن المفاوضات التي وإن بدأت في واشنطن فإنها ستنتقل للمنطقة وأنها ستطول وقد تستمر بداياتها التمهيدية ستة أشهر بعدها يمكن أن ترتقي إلى مستوى القيادات حيث يشترك محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ونتنياهو في المفاوضات.وقد حصلت المفاوضات على زخم إيجابي بتعيين السفير السابق مارتن أنديك مبعوثاً خاصاً للسلام، حيث يعد أنديك أحد الخبراء المهتمين بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية وقضية سلام الشرق الأوسط، وقد عمل في المنطقة سفيراً ثم مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وله علاقة جيدة بالفلسطينيين والإسرائيليين معاً، ولم تنقطع صلته بقضايا المنطقة بحثاً ودراسة ومتابعة، وكان قد أكد قبل تعيينه بأيام بأن الجانب الأمريكي بحاجة إلى وضع خطة للسلام تنبثق من المبادرة العربية للسلام التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2002 كون المبادرة تمنح القيادة الفلسطينية الغطاء العربي المطلوب ويدعم المفاوض الفلسطيني. الأمريكيون وجون كيري بالذات لا يريد أن تربك التغطيات الإعلامية وتصريحات ممثلي الوفدين المسار التفاوضي؛ ولهذا يريد أن تجري المفاوضات دون ضجيج إعلامي وأن تستمر معالجة القضايا الشائكة وبالذات قضايا الحدود والقدس والمستوطنات. هذا التعاطي الأمريكي يتجاوز مطلب الفلسطينيين بأن يكون هناك سقف زمني للمفاوضات، فالماحظ ومن خلال أقوال جون كيري بأن المفاوضات ستأخذ وقتاً طويلاً وغير محدد، أما المرجعية الثانية التي يعد الفلسطينيون على اعتمادها قبل البدء في المفاوضات وهي اعتماد حدود عام 1967 كنقطة أساسية، يحاول الإسرائيليون الالتفاف حولها بالحديث عن أهمية الاحتفاظ بالمواقع الاستراتيجية التي لا غنى لأمن إسرائيل عنها كغور الأردن، ويعرضون استبدال أراض فلسطينية بما يماثلها من (الأراضي الإسرائيلية) لها نفس الأهمية، وهذه المواضيع قد تؤخر تقدم المفاوضات وأيضاً قد تهدد بنسفها إن لم يتدخل الأمريكيون كوسطاء نزيهين وليس مساندين للإسرائيليين كما هي عادتهم.
jaser@al-jazirah.com.sa