|
بقلم - مونيك فالكور:
تصوّر لو صمّمتَ لنفسك مسيرة مهنية قابلة للاستدامة، وأن تؤدّي على مر السنوات أعمالاً تتناسب تماماً مع مهاراتك، وأن تتصدى لتحدّيات تخوّلك تطوير مهارات جديدة، مع العلم بأنّ عملك لا يثير اهتمامك وحسب، بل ويعطي حياتك معنى، فتعمل مع أشخاص يزوّدونك طاقةً، وتكون واثقاً من أن مهاراتك وقدراتك تمنحك قيمة وتسمح بالتسويق لك، وتجعلك قادراً على النفاذ إلى فرص من خلال شبكة معارفك. وتصوّر أنك قادر على جعل عملك يتناسب مع شؤون حياتك الأخرى، التي تعتري أهمية بنظرك، كالعائلة، والأصدقاء، والترفيه.
لا شك في أنها صورة مزهرة، حتى أن بعضاً قد يعتبرها مستحيلة. بيد أن اتخاذ بعض الخطوات قد يسمح بتعزيز فرصك ويضمن لك نجاحاً قابل للاستدامة على المدى الطويل:
- تقبّل الواقع الذي يفيد بأنّ مسيرتك المهنية تلقى توجيهاً منك أنت، وبأنّه ما من أحد غيرك قادر على النفاذ إلى طموحاتك، وإلى الأمور التي تهمّك، وإلى القيم التي تؤمِن بها، وبأنّ أحداً لن يمسك بيدِك ويساعدك على استحداث مسيرة مهنية مُرضية لطموحاتك.
- طوّر عادة تقضي برصد وتوثيق الطرق التي توفّر لربّ العمل قيمة مضافة. وكرّس بضع دقائق في نهاية كل أسبوع لتسجيل ما تعلّمته وحققته، ولتسجيل التعليقات التي تكون قد حصلت عليها.
- اربط إنجازاتك بأهدافك المهنية، وناقش أهدافك مع مديرك بصورة نظامية، حتى إن لم يكن هذا الإجراء ذات طابع رسمي. وحافظ على علاقات إيجابية ومنتجة مع الأشخاص القادرين على مساعدتك للنفاذ إلى الفرص المتوفرة.
- تنبّه كثيراً إلى التطوّرات في قطاعك وإلى الوجهة الاستراتيجية التي تسلكها شركتك، وابحث عن طرق للمشاركة في المجالات التي تحقق نمواً.
- ابحث عن فرص عمل مع أشخاص يزوّدونك طاقة. وفي هذا الإطار، يفيد مسؤولون تنفيذيون كثيرون هم طلاّب لي أن أكبر التحفيزات التي حصلوا عليها في مسيرتهم المهنية أتى جرّاء العمل إلى جانب أشخاص أذكياء ومفعمين نشاطاً ومطّلعين قرّروا الاهتمام بأمرهم. وثمة احتمال أكبر بكثير بأن تبرز هذه الفرص المحفّزة للإنتاجية إن كنت ناشطاً في البحث عنها.
- مونيك فالكور أستاذة تسويق في كلية الأعمال «إي دي إتش إي سي» في فرنسا.