بقلم - جيم ستايكليذر:

لا شكّ أبداً في أنّ تكنولوجيا المعلومات في الشركات تواجه أزمة.. وقد كشف البحث الذي أجريناه بالتعاون مع «هارفارد بيزنس ريفيو»، و»ذا إيكونوميست»، و»سي إي بي» (المعروفة سابقاً باسم «كوربورت إكزكيوتيف بورد»)، و»إنتل»، و»تي أن أس غلوبال»، أن قادة الشركات فقدوا الثقة بالمدير التنفيذي للمعلومات بصفته شريكاً إستراتيجياً، واعتبروا تكنولوجيا المعلومات من الكماليات، بدلاً من كونها قادرة على تحقيق فارق.

ومن الواضح أنّ معاودة ابتكار أدوار المدير التنفيذي للمعلومات وقسم تكنولوجيا المعلومات ضرورية - وهو موضوع الحديث الذي تابعناه على امتداد الأشهر القليلة الماضية.. وتمخّضت عن هذا الحديث نقاشات كثيرة، في تعليقات على المدونات الإلكترونية، ورسائل عبر البريد الإلكتروني، وتفاعل وجهاً لوجه في المؤتمرات والاجتماعات، وقد سمح بالكشف عن المزيد من الأفكار، التي يجدر أن تؤخذ بالحسبان في تفكيرنا الذي يشهد تطوّراً».

) من الضروري أن يكون المدير التنفيذي للمعلومات قادراً على الأعمال بشكل أفضل.. أمّا الإدارة العليا، فمن واجبها أن تحسّن طريقة فهمها للقدرات التي تنطوي عليها التكنولوجيا.. وفي حين يتوجّب على المدير التنفيذي للمعلومات فهم الأعمال، ليتمكّن من استحداث قيمة مضافة، صحيح أيضاً أن القيادة العليا ومجلس الإدارة لا يعرفان كيف يدرجان التكنولوجيا في الإستراتيجية التي يعتمدونها، بل إنهم لا يرون حتّى أي حاجة للقيام بذلك.

) تكاد كل وظيفة في المؤسسة تكون بعيدة عن المستجدّات، كما يحصل بالنسبة إلى تكنولوجيا المعلومات.. ومن الضروري أن يتدخل المدير التنفيذي للمعلومات، وأن يوجّه الإدارة العليا بشأن القدرات، والإمكانيات، والتهديدات، والفرص التي تنطوي عليها تكنولوجيا المعلومات.. ولكن أيضاً، وبالطريقة ذاتها، من الضروري أن يعمل مدير الموارد البشرية على مناقشة تأثير القوى العاملة التي توقّع عقوداً من دون وكيل، وأن يناقش مدير الشؤون القانونية تأثير الابتكار الحر ومشاركة بروتوكول الإنترنت، وإلى ما هنالك.

) مع تدخل قسم تكنولوجيا المعلومات في دور المستشار، من الضروري أن يُظهِر أيضاً بعض النضوج.. وفي حال بدأ مسؤول قسم تكنولوجيا المعلومات المدير التنفيذي للمعلومات يتحدثان كمهندسَين، من دون تقديم وجهة نظر أكثر شمولية (تكون مبدعة، وتنمّ عن حدس، وتتسم بطابع شخصي، وتلقى توجيهاً من الإمكانيات) فمعناه أنهما لم يفهما فحوى الموضوع.

) يُعتَبر تعدد الأدوار ضرورياً، فترى شركة واحدة مقابل دور واحد، وتنشأ شركات متعددة.. والملفت أنّه عبر التاريخ، وصل الناس إلى الإدارة العليا عبر إحرازهم تقدّماً على السلّم المهني في مجال واحد، وعبر تنقّلهم بين الشركة والأخرى، حتّى ينجحوا في الحصول على منصب تنفيذي في مجال التمويل، أو المبيعات، إلخ.. بيد أنّ هذا النموذج يتغيّر الآن.. وفي الشركات الناجحة، يتنقل كبار المسؤولين التنفيذيين بين وظائف متعددة، ويعملون على زيادة حجم مسؤولياتهم، إلى أن يتقدموا إلى الإدارة العليا.. وفي ذلك الحين، يكون القادة قد اكتسبوا فهماً في مجالات متعددة ضمن المؤسسة، بدلاً من أن تكون درايتهم معمّقة ومحصورة بمجال واحد.