قبل أكثر من سنة نشرت هذه الصفحة تحقيقاً بعنوان (جامع الداخلة بسدير اللؤلؤة التي اتفق على أهميتها باحثو الآثار وعلماء التاريخ) وفيه الدعوة للأهالي في إقليم سدير التاريخي (محافظة المجمعة) للقيام ببث الروح في جامع الداخلة التاريخي الذي يُعد الأبرز ليس على مستوى سدير فقط، بل على مستوى نجد بأكملها، إذ إنه استوحى في طريقة بنائه نظام الطريقة الموجودة في الحرم المكي الشريف، وهو نظام عمراني مميز غير موجود في المنطقة بأسرها، وقد تحدثت عن النظام العمراني الفريد للمسجد دراسات علمية محكمة، منها حولية أطلال المتخصصة في الآثار، ومثلها دراسة آثار قدمت لنيْل درجة الماجستير، وفي كل هاتين الدراستين أخذ هذا الجامع وصفاً دقيقاً من المختصين في الآثار.
أولى الخطوات وأول الاجتماعات
وبعد نشر التحقيق المشار إليه تفاعل الأهالي معه فقدم الدعم المادي والمعنوي بشكل غير مستغرب إلى أبناء هذا الوطن وحبهم للخير وتراث وطنهم مما سرّع بالخطوات، وبدأت خطوات العمل بترميم الجامع وما حوله بفريق عمل جاوز العشرة بنائين، وتحت إشراف الفنان التشكيلي إبراهيم الفارس وهو خبرة كبيرة في هذا المجال، إضافة إلى زيارات متتابعة من الأهالي وجمع كبير من محبي الآثار والتراث مما كان له أكبر الأثر على هذا المشروع والقائمين عليه وأهالي مركز الداخلة.
مطلق المطلق يقدم مقترح المرحلة الثانية
في حديث سابق للوراق يرى الشيخ مطلق بن عبد الله المطلق أنه لا معنى للاهتمام الجامع وما حوله من المباني أشبهما يكون بالخرائب والمباني المتهدمة، ويؤكد المطلق على أهمية الاهتمام بالمسجد وما حول المسجد من المباني وبخاصة أن عددها قليل ومساحتها صغيرة جداً، ومن الممكن النهوض بالبلدة كاملة إذا ما اهتم الأهالي ومحبو التراث من أبناء المنطقة وتحت المظلة الرسمية التي لن تقصر في خدمة ممثل هذه المشروعات الوطنية.
وكان هذا الحديث للشيخ مطلق القادح لشرارة التفكير في خدمة المنطقة المحيطة بالجامع وهي منطقة صغيرة حولها القليل من المساكن وهي على جوار وضيمة الداخلة الشهير (الوضيمة المجرى المائي بين المزارع)، وبخاصة أن المنطقة المحيطة بالجامع منطقة صغيرة نسبياً مما يساعد على عملية الترميم بكلفة مناسبة.
الخطوة القادمة
والآن اتفقت كلمة الأهالي على استكمال هذا المشروع بترميم المنطقة المحيطة بالجامع ووضع دار للأهالي والزائرين من أبناء البلدة والزوار والسياح والمصورين وغيرهم لتقوم هذه البلدة بدورها في خدمة آثار وتراث وطننا الغالي كسائر القرى في المحافظات والمناطق، وبخاصة أن الجامع أصبح في الآونة الأخيرة مقصداً للكثير من الناس على اختلاف اهتماماتهم.
«مجموعة من الأهالي في زيارة تفقدية للجامع أثناء عملية الترميم»
سلطان السياحة زار الجامع
مع أنها زيارة قصيرة وغير رسمية إلا أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة لهذا الجامع والبلدة لها وقع خاص كونه الرجل الذي يحمل همّ الآثار والسياحة في وطننا الغالي، ويتطلع أبناء الداخلة لأن يتبع هذه الزيارة اهتمام مضاعف بهذا الجامع وما حوله، وهذا هو المأمول والمتوقع من هيئة السياحة التي نذرت على نفسها خدمة مثل هذه المواقع في كل مكان في بلدنا الغالي.
(الأمير سلطان في زيارة للجامع)
أفراد يقفون خلف إتمام ترميم الجامع ومرافقه و»الجزيرة» تميزت برعايتها مع أن كل الأهالي قدموا الكثير وما زالوا يقدمون إلا أنه من باب الاعتراف بالفضل ورد الجميل لأهله لا بد من شكر أشخاص ساهموا بالدعم المادي والمعنوي لرعاية هذا العمل، وهم:
الشيخ - عبد الرحمن بن إبراهيم أبو حيمد
الشيخ - عبد الله بن محمد البابطين
الشيخ - عمر القضيب
الشيخ - عبد العزيز بن عبد الرحمن الشلفان
الشيخ - فهد بن عبد الرحمن المعجل
الشيخ - إبراهيم بن مشاري المشاري
الشيخ - عدنان بن عبد العزيز الشلفان
الشيخ - عبد الكريم حمد المعجل
الأستاذ - أحمد بن حمد المعجل
الأستاذ - محمد عبد العزيز المشاري
المهندس - عادل محمد المعجل
د. إبراهيم عبد العزيز المهنا
الأستاذ خالد بن عبد العزيز المشاري
كما لا ينسى الأهالي أن يشكروا الوفود الكبيرة والكثيرة التي لم تنقطع عن زيارة البلدة وجامعها طوال الفترة الماضية وأثروا الأهالي بمقترحاتهم وأفكارهم.
وأما صحيفة «الجزيرة» فلها شكر خاص وتقدير كبير كونها الراعي الإعلامي لوفد كبير من المصورين والإعلاميين والباحثين الذين زاروا الجامع.
