بصراحة... يخدع الكثيرون أنفسهم قبل الآخرين إن هم اعتقدوا بأننا تقدمنا تكنولوجياً وإلكترونياً على مختلف الأصعدة، وما يحز في النفس بأننا لا زلنا نسير خلف دول وجهات أقل منا بكثير على المستوى المالي أو البشري، ولا زلنا نعيش بعقليات القرن الماضي، فإذا كنت انتقدت في مقال الأسبوع الماضي جهاز المرور وخاصة قسم الحوادث وعمله الروتيني القديم، فاليوم أجد نفسي مضطراً لأتحدث عن جهة أخرى وهو الاتحاد السعودي بكامله وخاصة لجنة الاحتراف التي لا زالت مع الأسف تتعامل بالأوراق والملفات السابقة (ملف علاقي أخضر)، وقد يكون هناك من يقف خلف عدم التطوير ودخول الأنظمة الحديثة خاصة نظام التكنولوجيا بمصالح إما شخصية أو ما شابهها، فمن المؤسف أن نسمع أحياناً عن ضياع أو فقدان أوراق لاعب محترف أو عقد لاعب يغيب ان لم يمزق لإخفاء حقائق والأمثلة كثيرة.

ولكن نحن أبناء اليوم وما يجب أن نستشهد به هو ما حدث مؤخراً عندما أعلن عن فقدان عقد محترف نادي الهلال والمنتقل من القادسية اللاعب الشاب ياسر الشهراني فمن المخجل أن يتحدث أحد عن فقدان أوراق في ظل ثورة التكنولوجيا ووجود برامج لتخزين جميع المعلومات، ففي مختلف الاتحادات الآسيوية والخليجية قد تكون الأوراق قد اندثرت ولا وجود لها، وأصبح كل شيء عبر التقنية الحديثة ومع الأسف نحن لا زلنا نحتفل، ونتغنى بافتتاح موقع للاتحاد السعودي على الشبكة العنكبوتية فمن يحاول أن يتحدث عن الإمكانيات، والتطور فهو واهم ويحاول أن يضلل من حوله فمع الأسف لا زلنا نعيش ونقف خلف من هو أقل منا.

الحقيقة التي دائماً تغضبهم

لا أجد مبرراً واحداً لدى بعضهم ان تصل حالته إلى الغضب والتشنج عندما يقرأ الحقيقة إذا كان يعشق لغة التطبيل والمديح واعتاد عليه.

لقد نصب بعض منهم وكأنه وصي على كيان معين أو ناد من الأندية، وكأنه ملك خاص له ويتضايق عندما يتم طرح الحقيقة وايضاح حقيقة الواقع وطرحه لمسألة المشاكل على الجميع، ومحاولة تغليف المشاكل في قالب واحد، وهذه محاولة يائسة لتذويب مشاكل النادي وإيهام الآخرين بأن جميع الاندية تعيش نفس المشكلة، وما جعلني أتطرق لهذا الامر ان هناك من يحاول ان يقحم الجميع في مشكلة المديونيات والالتزامات على جميع الأندية مع العلم ان ناديا كنادي الفتح بدون راع لم نسمع أو نطلع على شكوى من منسوبيه أو أطراف أخرى ترفع قضايا على النادي لدى الجهات الرسمية وما ينطبق على الفتح ينطبق على الأهلي والشباب.

وقد يبرز من الأندية التي تعاني مادياً نادي النصر، وكذلك نادي الاتحاد فكلاهما يعيشان أزمة مالية غير مسبوقة وتخلفا في تسديد مستحقات اللاعبين بل وصلت الرواتب غير المسلمة إلى 8 أشهر ناهيك عن المقدمات والعقود المعلقة، ففي النصر ذكرت بأن يحيى الشهري لم يتم انتقاله بصفة رسمية (وأتحدى) ان يلعب للنصر ما لم تسدد الثمانية ملايين الباقية أو يتنازل نادي الاتفاق بتقصيد المبلغ المتبقي، كذلك السهلاوي خلقت المشاكل من أجل عدم تجديد عقده والقادم أسوأ، وأعتقد ان لم يوقع راع رسمي مع النادي فستهرب الإدارة من الباب الخلفي تماماً مثلما حدث من لاعبي فريق النصر للصالات في الكويت عندما هربوا من الباب الخلفي للفندق، وما ينطبق على النصر ينطبق تماماً على نادي الاتحاد الذي لم تشرق الشمس يوماً إلا وهو يتلقى شكوى ومطالبات من لاعبين ومديري أعمال على المستوى الداخلي والخارجي، وهذه هي الحقيقة التي يعرفها الجميع ولكن هناك من يعشق لغة التطبيل والتضليل متناسياً انه من الصعب اليوم ان ينطلي على الرأي العام أو الجماهير أو الاعلام هذه الأمور الملتوية، فهناك فرق بين اندية قادرة ومتمكنة وبين اندية تعيش تحت خط الفقر ولكن لا زالت رافضة ومتكبرة عن اعلان الحقيقة.

نقاط للتأمل

- نعم أقيم يوم الوفاء للنجم المرحوم بإذن الله محمد الخليوي ولكن ما قامت به إدارة الاتحاد لم يكن متوقعا فالنادي هو الأصل في حياة اللاعب وكان المتوقع ان يكون التفاعل أكثر إلا إنه مع الأسف كان أقل من المتوقع.

- كشفت مباراة الهلال والشباب الودية ان نادي الهلال لم يوفق في استعادة اللاعب عادل هرماش فهو لا زال يعاني من إصابة مزمنة وواضحة للعيان وقد يدفع الهلال الثمن باهظاً في قادم الأيام.

- معروف لدى الجميع ان الأندية تدفع الملايين في لاعبيها الأجانب المحترفين ليكونوا داعمين وإضافة للفريق إلا لدينا فنحن نأتي باللاعب مصابا وغير مؤهل ويعاد تأهيله داخل النادي وأكبر مثلين: نيفيز في الهلال والتون في النصر.

- تدرج مكان اقامة معسكر الفريق النصراوي إلى عدة محطات فبعد برشلونة اصبح في تركيا ومن بعد تركيا أصبح في العريجاء وبهذا التدرج يتأكد ما سبق ان ذكرت ان التخطيط والتنسيق منعدم ولا يوجد أي تطور.

- إذا صحت الأخبار ان العائق الحقيقي خلف إلغاء المعسكر النصراوي بسبب الحجوزات فهذا دليل دامغ ان العمل يدار بطريقة ارتجالية إضافة إلى ان هناك لغزا محيرا فإدارة تتغنى بمئات الملايين لا تستطيع تأمين طائرة لا يتجاوز تكلفتها المئة الف دولار ذهاباً واياباً.

- ثمانية اشهر بدون رواتب صعبة فإذا كنا نقول إن: (العالمية صعبة قوية) فحقوق الناس وأرزاقهم اقوى بكثير وعدم دفعها فيه إثم عظيم، ورسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (اعطِ الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).

- اتمنى أن يرتقي الجمهور الرياضي بصفة تشجيعه وابتعاده عن الالفاظ غير اللائقة التي يحاول من خلالها استفزاز اللاعب بأموره الخاصة والاسرية.

- لا زلت عند رأيي وأكررها ان موضوع يحيى الشهري لم يحسم ولم ترفع اوراقه وأتحدى ان يلعب مباراة رسمية فلا زال اللاعب اتفاقياً حتى الآن.

- ودي أصدق ان مدرب النصر هو من اتخذ قرار ابعاد اللاعب عبدالرحمن القحطاني فرغم عدم تقديمه للمستوى المأمول إلا انه يظل أفضل وبكثير من خالد الزيلعي أو حتى عبده عطيف.

إذا لم يتم التجديد مع اللاعب محمد السهلاوي ومحاولة التقليل من قيمة هذا اللاعب من قبل المدرب والادارة فهذا دليل على ان التعاقد معه من الأساس كانت مبنياً على عناد ومكابرة فلا يمكن استقطاب لاعب بـ32 مليونا ثم عدم التجديد معه بعد انتهاء عقده.

خاتمة:

رحل نصف الشهر الكريم وبقي النصف الآخر فمن لم يحسن استقباله.. فليحسن رحيله.......... اللهم اغفر لي ولوالدي في هذا الشهر الكريم وتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم واكتب لهم الاجر من غير ما يحتسبون.

ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.