لئن قال القائل: الوقت من ذهب؛ فإن هذا في الحقيقة يدعونا إلى حسن إدارة الوقت في رمضان خصوصا وبقية الشهور عموما، بحيث نستثمره الاستثمار الصحيح، وهنا نرفع اقتراحا ورأيا شخصيا موجها لمكاتب الدعوة أيضاً وعندما أقول لمكاتب الدعوة راجياً أن ينتفع من هذه الوسائل الناس عموماً في هذه البلاد أو في غيرها، وهذا الاقتراح هو استغلال عصر السبت في كل أسبوع من رمضان (وغيره من الشهور) فى إقامة المحاضرات العامة أو الندوات أو المسابقات الثقافية الكبيرة. ولماذا عصر السبت بالذات؟
لأن الناس صاروا الآن بعد يوم الجمعة في إجازة يوم كامل بعده وقد أخذوا قسطاً كبيراً من الراحة، بالإضافة إلى أن الغالب متفرغون لا شغل لهم فيقبلون لا شك على مثل هذه المشاريع بحيث يتم الإعلان عنها بوقت كاف. كما نتمنى من أئمة المساجد بارك الله فيهم لأن المسؤولية عليهم عظيمة فلو أنهم أخلصوا النية لله وقاموا بشيء من واجبهم على الوجه المطلوب لوجدنا الأثر الكبير لا أقول في المدن بل في كل مكان صغر أو كبر. وما دمنا نعيش شهر رمضان الكريم، فإن هذا الاقتراح موجه في الدرجة الأولى لأئمة المساجد الكرام لاستغلال هذا الشهر المبارك لنفع الناس بكل وسيلة ومنها : الاهتمام بحديث الصلاة بعد العصر وذلك بتنويعه والتجديد فيه. فتارة في أحكام الصيام وتارة في الرقائق وتارة في أخطاء يقع فيها الناس وتارة بفتح الحوارات مع المصلين والآباء وكبار السن وليس من اللازم أن يكون الحديث دائماً من الإمام بل ينبغى التنويع باستضافة بعض طلبة العلم أو الدعاة في بعض الأيام فأقول: يا أيها الإمام لماذا لم تضع خطة لشهر رمضان؟ خطة كاملة في المواضيع والمشاريع التي ستنفذها خلال الشهر بدلاً من القراءة من أي كتاب قريب لديه بدون إعداد ولا تعليق، فافعل ذلك وستجد التكريم والتقدير من جماعة المسجد والاحترام الذي فرضه عليهم إخلاصك لله سبحانه وتعالى ونشر هذا الدين فضلاً عن التحلي بالأخلاق وما يرونه من نشاط تقوم به.
في الختام، فإن اقتراحي هذا قد يحتمل الخطأ غير المقصود، لكن الهدف منه هو استغلال شهر رمضان وهذه الوسائل منها ما هو معلوم ومنها ما هو جديد وما بقى أيها الأحبة إلا أن نحرص على هذه الوسائل وننشرها بين الناس كافة ونحاول دائما الوقوف مع أئمة المساجد لإحياء مساجدنا وأحيائنا بمثل هذه الأفكار والاقتراحات وغيرها مما يفتح الله به على بعض المهتمين جعلنا الله وإياكم من مفاتيح الخير في كل مكان . ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما ذكرنا وأن يوفقنا للعمل الصالح والعلم النافع ونسأله جل وعلا أن يوفقنا جميعا لصيام شهر رمضان على الوجه الذي يرضيه عنا، ورمضان كريم.