عندما تذكر خرافة (مكائن سنجر للخياطة) العام 2009 م أمام أحد ممن (أكلوا الطابق) على رأي اللبنانيين، سيضحك وهو يشعر بحجم السذاجة التي كان فيها، عندما صدَّق مثل هذه الإشاعة أو الخرافة؟!
تناقل الناس العديد من القصص المضحكة، والمؤلمة حول تأثر البعض بإشاعة وخرافة (زئبق سنجر) الجالب للثراء، في ذلك العام تفقد الأغلبية (مستودعات منازلهم)، وبقايا أثاث عجائزهم، ونشبت بعض الخلافات والخصومات الأسرية حول أحقية امتلاك (ماكينة خياطة مهملة)، فقط بسبب أوهام عن بيعها بمبالغ تتراوح بين 30 و100 ألف ريال؟!
ولكن هل انتهت الخرافات الجالبة للثراء، بعد انكشاف الحقيقة في ذلك العام؟!
الإجابة للأسف: لا، والدليل أن هناك خرافات جديدة خرجت وصدَّقها بعض (السذج) وتناقلتها الصحف، مثل (تجارة النيازك) الجالبة للحظ، والتي تفك النحس، إلى غير ذلك من الخزعبلات!
هل نلوم ثقافتنا الاجتماعية وتقبلها لأي إشاعة أو خرافة؟ أم نلوم الجهات المعنية بعدم محاربة هذا النوع من الخرافات، وعدم تفاعلها مع وسائل الإعلام بشكل سريع (لدحض) أي إشاعة قبل انتشارها؟ أم أن اللوم في الأصل يقع على بعض وسائل الإعلام التي تساعد في انتشار مثل هذه الإشاعات والخرافات؟!
أعتقد أننا ابتلينا بالفعل بقنوات (أبو ريالين) الفضائية، والتي تساعد في انتشار الإشاعات والخرافات على كل المستويات والأصعدة عبر شريط (الرسائل أسفل الشاشة)، بدءاً من خلطات تبييض البشرة، ومروراً بكريمات إزالة التجاعيد، وأعشاب التخلّص من الكرش، ووصولاً للنصائح المُجرّبة لمنع (عين زوجك) من النظر لغيرك، وكل شيء يمكن كتابته وإرساله عبر (منصة الإشاعة والخرافة) والثمن 3 ريالات فقط؟!
تعلّق الناس بالخزعبلات والخرافات والترويج لها، يساعد في ثراء هذه القنوات، مما جعل قنوات أخرى تخصص (وقتاً) مدفوع الثمن، لتفسير (الأحلام والكوابيس)، وكشف أعراض (الحسد والعين)؟!
السؤال: هل هناك فرق بين البحث عن الثراء (كما حدث مع سنجر 2009م)، وبين ترويج (الخرافة) على نفقة المشاهدين؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com