عبد الله بن حمد الحقيل
إن علم النحو من العلوم الهامة التي ينبغي العناية بها والاهتمام بقواعدها، ولقد لقي هذا العلم عناية كبيرة من العلماء، واهتموا بكل صغيرة وكبيرة بغية الحرص على حفظ اللغة وسلامتها من اللحن والتحريف، ووضعها في أكرم صورة، وأحسن منزلة.
ومن يستعرض مؤلفات القدامى في هذا المجال يجد المعاجم والمصنفات في علم النحو وقواعد اللغة العربية كثيرة وعديدة، مما حفظ اللغة العربية وصانها، ورحم الله (سيبويه) الذي ما زال كتابه في النحو باقياً خالداً، والذي قال عنه أبو عثمان المازني: (من أراد أن يعمل كتاباً كبيراً في النحو بعد سيبويه فليستح).. وفي كل عصر برزت عدة كتب في هذا المجال تتحدث عن قواعد اللغة، والصرف، والإعراب، والأسماء والأفعال، والحروف الناسخة، والمرفوعات من الأسماء، والأفعال الجامدة، والاشتغال والتنازع، وغير ذلك.
ومنذ أيام تلقيت هدية كريمة من الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الحقيل الأستاذ في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، والهدية عبارة عن كتاب بعنوان: (دليل المعلم والمتعلم إلى مراجعة أهم قواعد النحو العربي)، وقد أبرز فيه أهمية هذا العلم وضرورة المحافظة عليه، حيث ذكر في مقدمته قائلاً: (لقد برزت لدي فكرة تأليف هذا الكتاب عندما كنت مدرساً للغة العربية في المرحلة الثانوية، إذ وجدت أن معظم الطلاب ينسون بسرعة مذهلة ما درسوه في النحو وعندها أدركت مدى الحاجة إلى كتاب في النحو يعالج هذه المشكلة، وعند التحاقي بالجامعة تعززت لدي فكرة تأليف هذا الكتاب، إذ وجدت المشكلة نفسها لدى طلاب الجامعة، وعقدت العزم على تأليف هذا الكتاب على أمل أن يساعد هذا المؤلف المعلم والمتعلم، ولقد اتبع المؤلف طريقة السؤال والجواب في عرض محتويات الكتاب، ولا شك أنها طريقة جيدة في تركيز المعلومات كما وضع مصادر ومراجع قديمة وحديثة بهدف مساعدة القارىء على الاستعانة بتلك المراجع التي تتناول الموضوع بوضوح، كما اعتمد على الرأي المشهور في النحو، وتجنب ذكر الخلافات النحوية.
ولقد ركز على قواعد النحو، ولم يتعرض لقواعد الصرف إلا بقدر ما يخدم أهداف هذا الكتاب، لأن الصرف يحتاج إلى مؤلف خاص به، والكتاب يشتمل على تسعة فصول، مقسمة حسب أنواع الكلمة العربية: (اسم وفعل وحرف) ولعل فصل الإعراب، وما يشتمل عليه من أبرز عناصر الإضافات الجديدة في هذا الكتاب، لأن مشكلة الإعراب من المشكلات التي تواجه معظم الطلاب، حقيقة أن الكتاب جهد متميز، وعمل يستحق التقدير، وخدمة لغة القرآن الكريم التي يجب أن نصونها، ونحافظ عليها، فهي دعامة قوية من دعائم تطورنا ورقينا ونهضتنا، وعنصر مهم من عناصر المعرفة والثقافة، وهي لسان كل عربي، وكما قال حافظ إبراهيم:
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات