|
يتضمن كتاب (قصص من السيرة النبوية العطرة) تأليف أ. سامي عبدالرحمن قباجة العديد من القصص التي تعبر عن قوة الإيمان.. ومنها: قصة خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أبي بكر إلى الغار.. وقصة إسلام عبدالله بن سلام.. وقصة إسلام سلمان الفارسي.
واشتمل الكتاب على قصة زاهر مع الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: رجل من أهل البادية اسمه زاهر..
كان إذا جاء المدينة حمل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من باديته خيرها لبنها، وسمنها، وزبدتها ويقول: يا رسول الله: هذه هدية زاهر إليك فاقبلها منه تجبر خاطره وتسعد قلبه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبتسم ويأخذها منه قائلاً: قد قبلناها منك يا زاهر، جزاك الله عن نبيه خيراً وأجزل لك لا مثوبة.
فإذا عاد إلى أهله جهزه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الطرف والمستحسنات المدنية ما يقر بها عينه جزاءً وفاقاً.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه كأنه يقول للناس: تهادوا تحابوا.. ومهما كانت الهدية صغيرة فإن أثرها في النفس كبير.
رآه الرسول -عليه الصلاة والسلام- في السوق مرة فجاءه من خلفه واحتضنه وكان زاهراً دميماً، إلا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبه لحسن أخلاقه ورفعة شمائله.. وحاول زاهر أن يعرف محتضنه فالتفت قائلاً: دعني يا من احتضنتني فلما عرفه جعل ظهره إلى صدر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- تيمناً وتباركاً.
ويجتهد أن يظل ظهره ملتصقاً بصدر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من يشتري العبد.. من يشتريه). فيقول زاهر: إذن -والله- تجدني كاسداً، من يشتري دميماً يا رسول الله؟..
فيقول الرسول الكريم: ولكنك عند الله لست بكاسد، أنت عند الله غالٍ. إن الله لا ينظر إلى صدوركم وأجسادكم إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، إلى محل التقوى والخلق الرفيع والعمل الصالح.