درسنا أيام الثانوي في الأدب العربي قصائد مدح ورثاء وهجاء، وحفرت في ذاكرتنا الكثير من الأبيات الشعرية التي عاشت معنا واتخذنا بعضها أمثالاً في حياتنا، ولكن أن نقول مثل واحد لشخص واحد فهذا أمر مستغرب، خاصة عندما يكون هذا الشخص هو الفنانة الاماراتية أحلام التي كلما أطلت بلقاء أو ظهرت في برنامج يقال عنها شطر الشعر هذا «عز بعد فاقة الأمير علاّقة»، لانها لا تترك مناسبة عامة أو خاصة أو برنامج يتمحور حول الفن والغناء إلا وتستعرض فيه ما لديها من مجوهرات وأموال، (مع أن من يعرفها يمدح كرمها) لكنها في المقابل تتلذذ باستعراض ما تجمعه في «خزائن الكنوز».
ففي كل اطلالة لها في «آراب آيدول» كانت تستعرض مجوهراتها بشكل علني وتتقصد رفع اصبعها للإشارة الى المجوهرات وليس للدلالة على أمر معين، وتلمس أذنها ليس لتفتحها بل لتلتقط الكاميرا الحلق وأحياناً تتجمد يداها على عنقها ليعرف الناس أن ما ترتديه عقد يساوي الملايين.
ولمن لا يعرف بان حقيبة مجوهرات أحلام (بحجم حقيبة السفر الصغيرة) ترافقها دائماً الى الكواليس الاستديو بحراسة مشددة، لكي تتمكن من انتقاء ما تريد ارتداءه اثناء التصوير، لأن قطعة واحدة لا تفسح أمامها مجال الاختيار.
وفي إطلالتها الأخيرة عبر برنامج «أنا والعسل» مع نيشان، لم تغادر الحلقة دون أن تمتع المشاهدين بأحدث أخبار مجوهراتها الثمينة، وتستعرض حجم وكمية الملايين التي لديها، متناسية ان أمام الشاشة يتربص من هجّر من أرضه ودمّر بيته وتجمهر مع اترابه ليتسلوا أمام شاشة واحدة علّهم ينسون مآسيهم، فيجدون من لا يراعي مشاعر الفقر عند بعضهم، ويتساءلون: هل هو تفاخر من أحلام لتغيظ به فلانة وعلّانة، أم هو نقص قديم تريد تعويضه أمام الشاشة لتقول لأحدهم، انظروا الى أحلام الفقيرة كم صارت ثرية، ومن الواضح أنها ليست (غنية) خاصة ان ثروتها فاقت الآن الملايين.
وكأن قيمة الإنسان باتت بنظرها تقدر فقط بما يمتلكه من أموال غير منقولة وأموال مكدّسة في المصارف، ولا يتوقف أمر إبراز المجوهرات الثمينة والنفيسة بل أظهرت بطاقتها المصرفية المرصعة بالذهب والالماس، فحبة الألماس هي التي ستغني أحلام أكثر وتزيد من (محبيها).
أما المثل الثاني الذي يمكن أن ينطبق على تصرفات أحلام باستعراض مجوهراتها هو لبناني حين سئل عنتر القبضاي (يا عنتر من عنترك) رد عليهم (عنترت وما حدا ردني) يعني صرت عنتر ولم يردعه أحد.
- هناء حاج