* من الأخبار ما تسعد الإنسان، ومنها ما يصدمه، أو يكوّن لديه انطباعاً سلبياً تجاه الحدث، أو الخبر.
* في الآونة الأخيرة بدأت كثير من الجهات ذات العلاقة بخدمات المواطنين ترصد إنجازاتها على أرض الواقع بلغة الأرقام، وهو مؤشر إيجابي افتقدناه منذ فترة، ويحمد لتلك الأجهزة أن نفضت عنها غبار الكسل، والتراخي، والتهاون، والمحاباة في تطبيق الأنظمة واللوائح والأنظمة والتعليمات..
.. التي غيبها انعدام الشعور بالمسؤولية الدينية، والوطنية، والاجتماعية. بداية التصحيح الملموسة والفاعلة هي مصدر سعادة أي مواطن ومبتغاه، وهو ما كان يؤمله ويتطلع إليه وينشده. رفع صوته أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، لكنه كان كمن ينفخ في الرماد، أو يرقم على ماء، فأصيب بالوهن، والإحباط، واليأس الشديد، وعلى إثر ذلك ضعفت روح المواطنة، وقلّ الانتماء، والعمل بروح الفريق الواحد، وسيطرت نبرة التذمر والتشاؤم على كل نظراته للمستقبل. وأصبحنا نتوجع ونتشاكى ونتباكى!!!
* حينما نطالع الإحصائيات التي رصدت خلال الحملة الرقابية الكبرى التي نهضت بها وزارة الشؤون البلدة والقروية في عدة مناطق، وبلغت أوجها في مدينة الرياض، فأغلقت إثر ذلك العديد من المنشآت سعد الكثير بلا شك، لكننا أسفنا وحزنا أشد الحزن عن مثل تلك التراكمات والتجاوزات التي كان لها ميسمها على صحة المواطن بآثار خطيرة مهلكة. لماذا تراكمت؟ وكيف أهملت؟ ولماذا تم التغاضي عنها؟ ومن المسؤول عمالحق بالمواطن والمقيم من أضرار صحية خلال عقود مضت، ومن تقاضي في مثل تلك الكوارث التي أمست بعض آثارها مزمنة!!
* حينما نطالع الإحصائيات الضخمة عن حجم العمالة المخالفة خلال الفترة الماضية، نتساءل دون أمل أن نحصل على إجابة. من الذي أغرق السوق بهذا الكم الهائل من الاستقدام العشوائي؟ كيف نفذ أولئك؟ ومن الذي سيتحمل عبثهم بموارد البلاد، ومنازعتهم المواطن على لقمة العيش؟ وهل ستطال يد العدالة والمساءلة كل من تسبب في ذلك؟ قد تعطيك الفوضوية في سوق العمل مؤشرا خطيرا على هشاشة الأنظمة، وضعف العقوبات، وقلة الرقابة، وبالتالي ربما أفضى ذلك إلى الاستمرار والتمادي في مثل هذه الممارسات مستقبلاً.
* حتى ولو انطوت على الشفافية المطلوبة، لم يكن المواطن سعيدا وهو يسمع عن تلك الإحصائيات المهولة عن الجرائم الأخلاقية التي أفصحت عنها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالكثير يتساءل في قرارة نفسه، أين نحن من أبنائنا وبناتنا؟ وكيف حصل هذا الانفلات في القيم والأخلاق؟ وهل سينفعنا الادعاء بمثاليتنا، وامتلاكنا زمام قيادة الأمم والشعوب والمجتمعات في منظومة القيم والأخلاق، والدعوة للفضائل، ونبذ الرذائل؟
* حينما نقف على الإحصائيات التي ترصدها الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات ينتابك الأسى والأسف، لماذا تراجع الوعي لدينا في هذا المجتمع حتى أصبحنا سوقا رائجة لتجار المخدرات، وهدفا سهلا وهشا من قبل أعداء الإنسانية، كيف، ولماذا سهل على الأعداء أيّاً كانوا اختراق شبابنا ومجتمعنا وأمننا بهذه السهولة، رغم الامكانات الهائلة التي نمتلكها للتصدي لمثل تلك الآفات، بل والعقوبات الصارمة المقررة شرعا، لن نكون سعداء ونحن نسمع التصريحات من هنا وهناك للتوسع في افتتاح المزيد من المصحات للمدمنين.
* رغم الارتياح، لن نكون سعداء، ونحن نطالع تلك الإحصائيات المهولة التي بدأت تضبط من السلع والأدوات والمواد الاستهلاكية المغشوشة؟ هل تطبيق الأنظمة واللوائح يرتبط بوجود شخص نزيه ووطني، ينتهي ذلك بانتهاء وجوده، أو تكليفه بذلك المكان؟
* يتضاعف الأسى والأسف، ونحن نسمع أننا نتصدر مع بعض الدول القائمة في انتشار مرض السكر، والتليف الكبدي، والإصابة بالسرطان بأنواعه، ونحن نمتلك الامكانات، ومصادر التوعية القويمة لكافة شؤون حياتنا، ما العوامل والأسباب التي أدت إلى هذه الظواهر المقلقة؟
* إذن نحن في حيرة من الأمر، هل نحاكم الماضي؟ أم ننظر إلى الواقع والمستقبل ونستمر على هذه التوجه الإصلاحي والمسار التصحيحي التي بدأت مؤسساتنا تتسابق عليه، مدعومة بعزيمة صادقة ومخلصة من القيادات العليا في هذه البلاد. هنا مصدر السعادة.
dr_alawees@hotmail.com