اقتحمت مجموعة من شبيحة الأسد أحد المنازل الذي تقطنه عائلة سورية وكانت المجموعة المجرمة توجه أسلحتها إلى كل فرد من أفراد العائلة ثم عزلت ثلاثة من شباب العائلة متهمة إياهم بالانتماء إلى الجيش الحر، وأمر قائد الشبيحة أن يعدم الشباب الثلاثة أمام عائلتهم فما كان من والدهم الكهل المريض إلا أن اخذ يتوسل لقائد الشبيحة أن يخلي سبيلهم فقبل يد القائد والدموع تملأ عينيه الغائرتين فلم يجد ذلك نفعا ولم يرق قلب الوحش الأسدي، فما كان إلا أن لكم الكهل بقبضة يده التي حاول الأخير تقبيلها ثم أنحنى الكهل المهان وقبل حذاء الشبيح بكل انكسار طالبا منه أن لا يعدم أولاده أمام أسرتهم على الأقل، ولكن الشبيح القذر رفسه بحذائه الـ «أنظف» من ضميره وسدد رشاشه الأقذر منه نحو الشباب ليحول جسد كل منهم إلى «منخل» يخرج من فتحاته الدخان ثم لوى وجهه وانصرف هو وأزلامه الذين لا يقلون حقارة عنه، بالطبع انهار الوالد الكهل واخذ ينتحب بصوت كاد أن يغطي على صوت الرصاص ثم انخرط بعد ذلك بنوبة من الضحك الهستيري الذي يتخلله بعض النشيج وبالطبع حينما سمع الجيران بما حدث وبعد أن توارى الأشرار الأسديون، جاؤوا ليواسوا جارهم، ولكن ما أذهلهم أن الجار كان يضحك ويبكي معا وهنا وجهوا اللوم له إذ كيف يضحك بعد هذه المأساة، وهنا قال لهم باعتراف مر (أنه كما تدين تدان) فأنا قد فعلت ذلك بنفس الطريقة ونفس الموقف بعائلة «حموية» أي من أهل مدينة حماة قبل أكثر من 30 عاما، حينما كنت أعمل ضابطا في سرايا الدفاع إبان انتفاضة حماه 1982م ومن ثم تدميرها: ثم تنهد وكف عن البكاء وهو يقول بالفعل إن الله يمهل ولا يهمل.