يتجه الكويتيون بعد غدٍ يوم السبت إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الأمة الذي يتكون من خمسين نائباً يمثلون خمس مناطق بواقع عشرة نواب للمنطقة الواحدة، وستتم الانتخابات وفق نظام الصوت الواحد لكل ناخب بعد أن أقرت المحكمة الدستورية الأمر الأميري الذي أصدره الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي جرت بموجبه الانتخابات السابقة التي أفرزت مجلس النواب السابق الذي أبطلته المحكمة الدستورية بسبب حوار في إجراءات التوقيت، إلا أن المحكمة ثبتت نظام الصوت الواحد لكل ناخب، وهو النظام الذي تتبعه جميع الدول الذي يحقق توازناً وعدالة في اختيار المواطنين لمن يمثلهم في مجالس النواب، وكانت دولة الكويت قبل انتخابات المجلس السابق وقبل إصدار الأمر الأميري بتعديل النظام، تتم انتخاباتها وفق نظام أربعة أصوات للناخب الواحد وهو يجعل المرشحين يعقدون تفاهمات وصفقات لتبادل الأصوات وعقد تحالفات تخل بعملية التوازن، إذ يؤدي تبادل الأصوات إلى حرمان بعض المرشحين الذين يصبحون خارج التحالفات وهو ما يخل بالتوازنات ويبرز تكتلات طائفية وقبلية وسياسية، ولهذا فقد حظي الأمر الأميري بتعديل نظام الانتخابات باعتماد الصوت الواحد بتأييد وموافقة أغلب الكويتيين، إلا أن المتضررين من النظام الجديد الذين كانوا يستفيدون من نظام الأربعة الأصوات عارضوا النظام الجديد ورفعوا دعوات وبلاغات إلى المحكمة الدستورية التي نظرت في تلك الدعوات ورفضت يوم الثلاثاء دعوة ثانية رفعها أحد المواطنين الكويتيين، طالب فيها وقف عملية الانتخابات، ليصدر قرار المحكمة الدستورية بتأكيد موعد الانتخابات في موعدها المعلن وهو يوم السبت المقبل، وقد اكتملت جميع التجهيزات التي أعدتها وزارة الداخلية التي وضعت خطة أمنية لتأمين صناديق الانتخابات بمشاركة 2700 رجل أمن.
يشارك في الانتخابات البرلمانية الكويتية التي ستجرى بعد غدٍ السبت 321 مرشحاً بينهم ثماني سيدات يتنافسون للحصول على خمسين مقعداً، وبين نواب ونائبات سابقات لهم حضور قوي في مناطقهم الانتخابية إلا أن المراقبين يتخوفون من أن تواجه عمليات الاقتراع عزوفاً وقلة المشاركين كونها تجري في شهر رمضان الكريم حيث يحرص الكويتيون على تأدية الصيام وسط ارتفاع كبير لدرجات الحرارة، إلا أن هذا التخوف يواجه نشاطاً محموماً وحماساً لأنصار المرشحين لحشد الناخبين وإقناعهم بالتوجه إلى صناديق الاقتراع التي وضعت في مواقع قريبة من سكنهم خاصة وأن جميع التسهيلات قد وضعت تحت تصرف الناخبين.
jaser@al-jazirah.com.sa