تونس - فرح التومي:
يحيي التونسيون اليوم الخميس الذكرى السادسة والخمسين لعيد الجمهورية في أجواء احتفالية غير رسمية بعد أن كانت الذكرى الخامسة والخمسون مرَّت العام الماضي مرور الكرام دون أن توليها الحكومة والأحزاب السياسيَّة الأَهمِّيّة التي تستحقها مثل هذه المناسبات الوطنيَّة ذات البعد التاريخي. وتقرّر هذا العام أن ترفع العائلات التونسية العلم الوطني على منازلها ونوافذ بيوتها وسيَّاراتها إعلاء للرَّاية الوطنيَّة وإعادة اعتبار للعيد كمناسبة احتفالية ينأى بها المجتمع التونسي عن الأحزاب السياسيَّة وتجاذباتها التي لا تنتهي. وكانت تنسيقية الدفاع عن قيم الجمهورية (التي تضم 30 جمعية)، أطلقت دعوات لرفع العلم التونسي على المنازل كامل نهار اليوم لتدارك ما حصل العام الماضي حيث لم تشهد البلاد أية مظاهر احتفالية بتاتًا. فيما اعتبرت المعارضة أن الترويكا الحاكمة بقيادة حركة النهضة إنما تسعى إلى تغيير الأعياد الوطنيَّة بما يتماشى ورغباتها وتعمل على طمس تاريخ التونسيين. والحقيقة أن إحياء الذكرى السادسة والخمسين لعيد الجمهورية، يأتي هذا العام في جوٍّ متوترٍ سياسيًّا وإن شهد استقرارًا أمنيًّا بعد انتهاء «مسلسل جبل الشعانبي» والجماعة المسلَّحة التي كانت متحصنة فيه. فالمجلس الوطني التأسيسي الذي يلقي صباح اليوم تحت قبته الرؤساء الثلاثة خطبهم بالمناسبة في جلسة ممتازة، ظلَّ على مدار الأسبوع عبارة عن مدارج ملعب كرة قدم، حيث لم يسجل نوَّاب الشعب توافقًا فيما بينهم بخصوص أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وتواصلت الملاسنات الكلامية بين أحزاب الترويكا الحاكمة وممثلي أحزاب المعارضة والبعْض من المستقلين. فقد فشلت الجلسة العامَّة بالمجلس التأسيسي في انتخاب العضو التاس للهيئة بعد دورتين انتخابيتين ولقاءات متتالية لرؤساء الكتل النيابية ولغير المنتمين للكتل فيما قرَّر مصطفي بن جعفر تأجيل الانتخابات إلى يوم غدٍ الجمعة، بعد أن أعرب عن أسفه الشَّديد لتعطل العملية الانتخابية وإهدار وقت ثمين في تجاذبات عقيمة.
ويعارض بعض السياسيين خروج التونسيين للاحتفال في الشوارع بعيد الجمهورية خشية حصول أعمال عنف متعمدة قد تَتحوَّل إلى فوضى يستغلها المندسون لإثارة العنف ونشره بالتزامن مع ارتدادات الأحداث في مصر ومع تحرُّكات مجموعة «تمرد» التونسية التي تطالب بحلّ المجلس التأسيسي وإسقاط الحكومة دون أن يكون لديها البديل أو حتَّى مُجرَّد برنامج سياسي.