|
الفكرة هي كل ما يخطر في العقل البشري من أشياء أو حلول أو اقتراحات مستحدثة أو تحليلات للوقائع والأحداث، فالفكرة هي نتاج التفكير، والتفكير هو أحد أهم ميزات النوع البشري فقدرة الإنسان على توليد الأفكار يترافق مع قدرته على الاستنتاج والتعبير عن النفس، والأفكار هي ما يولد المصطلحات، التي تشكل أساس أي نوع من أنواع المعرفة سواء كانت نوعا من أنواع العلوم أو الفلسفة أو غيرها (حسب ويكيبيديا)، وحسب (المعجم الوسيط) الفكرة هي الصورة الذهنية لأمر ما. والفكر هو أعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول.
من هنا أبدأ مقالي حول الفكرة (الفكرة الإبداعية) التي يُبنى عليها النص الإبداعي، وتكون في كثيرٍ من الأحيان عقبة في عدم ظهوره بشكلٍ قوي ومتين، فعدم اكتمال الفكرة ينعكس سلباً في بناء وتكنيك الكتابة لها (أي الفكرة)، وتجعل منها نصاً إبداعياً مجهضاً، به بعض الرتوش المشوهة له، وتعطي قيمة إبداعية غير مكتملة، كإبداع يحمل صبغة إبداعية دسمة.. أياً كان نوع هذا النص الإبداعي، سواء كان نصاً شعرياً أو قصصياً، أو خلافهما. وما كنت أقصده من (الفكرة الإبداعية) هو الفكرة التي تنطلق منها فكرة النص الإبداعي، وهي مجمل الأفكار التي يُبنى منها وعليها النص، ويعتمد عليها في ظهوره للوجود، وإيصاله أو حمله لرسالة أو هدف معين على شكل إبداع.. وإن كان لا يمكن تصنيف الفكرة عند الآخرين، ولكنني أجدها اجتهادًا - وإن أخطأت - تسمى بما تؤل إليه.. فإن كانت في السياسة (فكرة سياسية)، وإن كانت في العلوم البحتة (فكرة علمية)، و(اقتصادية) و(عسكرية) و(رياضية)، وهكذا.. حيث لابد أن تكون الفكرة التي ينطلق منها المبدع ويقوم على ترجمتها إبداعياً يتطلب اكتمالها من مختلف جوانبها وأبعادها.. وهذا لا يعني أن وجود بعض القصور فيها يفقدها هويتها، ويبعد عنها قيمتها، بل يقلل من قيمة النص الإبداعي المتولد منها وعنها، وتصبح كالجنين الخديج الذي لم يكتمل نموه، وخرج من بطن أمه ضعيفاً، لا يتحمل ما يتعرض له من مؤثرات خارجية، وإن كان يحمل جسداً وروحاً..! كذا هو النص الوليد من فكرة غير ناضجة أو غير مكتملة النمو، لا يقدر على المواجهة ولا يتسم بالنظرة النقدية الإيجابية، كونه جسداً عليلاً لا يستطيع مبدعه المقاومة والدفاع عنه.. وغالباً ما تنتج هذه النصوص الإبداعية حينما يكون مبدعها غير صاحب الفكرة، أي أن الفكرة من مصدر والنص الإبداعي من آخر، وهذا ليس تعميماً في الأغلب. فهنالك نصوص تطفو فوق الماء لقلة كثافتها الإبداعية، بعكس تلك النصوص التي تغرق وتغوص باتجاه العمق والقاع لثقلها الإبداعي، وتلمع وتبرق وهي على عمق كبير، ومن هنا تنطلق النصوص حاملةً جمالاً إبداعياً مغرياً وآسراً.!!
Albatra151@gmail.com