ارقصْ حين تنْكَسر
إذا مزقْتَ الضِمَاد
ارقص في منتصف المعركة
الرقصُ في دمكَ
وأنتَ حُرٌ تماماً (1) جلال الدين الرومي
بعيداً هنا عن نشأة الرقص مع الإنسان الأول والأخير, وعن مفهوم الرقص نفسه القديم والحديث. أو أنه (عبادة) وشعيرة مقدسة تماماً في بعض الديانات الهندية, والإفريقية القديمة, التي تُجَسّد بالضحك أو البكاء, أو الخوف الشديد لدرجة الهستيريا رقصاً! أو المناجاة الصوفية للخالق بالجسد. أو بالعبارة الأوسع والأوفر: أنه يعبر عن ثقافات الشعوب والأمم. بعيداً عن كل هذا. هذه الدعوة الراقصة المفتوحة على الأسئلة من الرومي, تطرح (سؤال الرقص) بالنسبة لي على الأقل. لِمَ الرقص والانكسار, لم الرقص والانعتاق, لم الرقص والفرح, لم الرقص والحرية!؟ تلك الحركات الجسدية المنتظمة إلى مسافات ما. الطيران الذي لا يتحقق كاملاً كما في الـ(Ballet)! الذي قد يكون رقصاً جماعياً في حال الانتصارات والاحتفالات الكبرى بلباس خاص وأدوات خاصة, كما في القرون الأوروبية الوسطى. وحين ظهور الجماعات الغجرية. وكيف أنه عبرّ أحياناً عن الشكل الطبقي ابتذالاً أو شرفاً. وصولاً إلى ما هو عليه الآن عالمياً. وقد يكون الرقص فردياً كرقصة (زوربا)!! الشخصية الروائية الشهيرة لليوناني (نيكوس كازانتزاكيس), التي قالت بطريقة زوربا أيضاً كيف لك أن تحتج, وتتألم, وتسخر, وتنتصر رقصاً وغناءً! إذن ما معنى الرقص هنا تعيينا!؟ ولم هذه الحركة الجسدية دون غيرها!؟ هل هو لغة لِروحيّة ما, لا يمكن التعبير عنها وبها أبجدياً إلا بالجسد!؟ كما تقول (Martha Graham): الرقصُ لغة الروح المخفية (2).
ثم لِمَ ارتباطه بالموسيقى والغناء أو ارتباط الغناء به!؟ من أوجد مَنْ!؟ أو وجِد أولاً!؟ هل نشأ من الرقص نفسه!؟ كون هذا الرقص لا يكون إلا على غناء معين أو إيقاع!؟ أم أنه لا علاقة لهما ببعضهما شكلاً وجذراً!؟ كون الغناء أيضاً عُرِف عبادة (كَنَسية) أخرى منفصلة. وابتهالات دينية في ديانات أخرى وبعين الطريقة؛ تعبيراً دينياً, أو مشاعرياً عن انزياحات بشرية بحتة.
لم أجد وأنا أقرأ هنا وهناك رابطاً يؤكد (على وجه التأكيد) هذه الصداقة التي تحولت إلى توأمة متناغمة. أو قراءة المُشفّر من هذه اللغة الحية جداً ورموزها التي ربما توضح أكثر من ذلك وأبعد.
أخيراً, والسؤال متكاثر وقديم منذ الإنسان, إلا أنه (سؤالي الصغير) الذي قد يخصني الآن فقط!
اخلع أحذيتك وارقصْ لليوم الذي يَسمحُ لك باستعادة أنفاسك (3). Oprah Winfrey
*** ***
(1) نص ينسب لجلال الدين الرومي, والترجمة من الإنجليزية للكاتبة.
(2) و(3) الترجمة للكاتبة.