تستقبل العائلة الخادمة أو الشغالة المنزلية القادمة من بلادها بشوق ولهفة.
أكثر الفرحين بالقادمة الجديدة الأم ثم بناتها لسبب واحد لا ثاني ولا ثالث له.
السبب المقنع على الأقل بالنسبة للمستفيدين من أم وبنات وبقية نساء المنزل أنها ستتحمّل مسئوليات البيت بالنيابة عنهن لذلك سيبذلن الغالي والنفيس للظفر بالخادمة مهما كلفهن من ثمن فمن يخطب الخادمة - طبعاً للعمل والكرف وليس لشيء آخر حتى لا يروح بالكم بعيد- لم يغلها المهر.
بعض تجاربنا مع الخادمات منذ بدأ التعامل معهن رسمياً تنتهي بفصول تراجيدية، إما بهروب الخادمة أو تسفيرها بعد أن تضيق بتصرفاتها الأسرة وقد يصاحب تسفيرها عمل السحر لبعض أفراد الأسرة، أو سرقة بعض المحتويات مما خفَّ حمله وغلا ثمنه، وفي أحيان لم يتم فض الاشتباك بين الكفيل وخادمته إلا عند أبواب سفارتها.
كانت هذه صور لبعض النهايات، وكنا نراها تأتي في السياق الطبيعي كونها لا تمثّل ظاهرة مقلقة وحالات العنف تبدو ضئيلة، ولم تطف حالات القتل على السطح إلا في السنوات الأخيرة وكانت حالات نادرة من بعض الخادمات الآسيويات فسرت على أنها جرائم مصبوغة بطابع الانتقام من العائلة، وحالات لا تعد على أصابع اليد الواحدة تعود للحالة النفسية التي تعانيها الشغالة ما دفعها لارتكاب جريمة بشعة هزت المجتمع وروّعت الناس واستخدمت فيها الآلات الحادة وعلى رأسها السواطير حمى الله رؤوسنا منها.
حالات العنف بدأت بالتزايد مع مقدم الخادمات الإثيوبيات غير الميمون، ودخولهن منازلنا تحت وطأة حاجات الأسر الملحة.
تزايد قلق المجتمع على أثر الفواجع المؤلمة.
مع شمس كل يوم نصدم بحادثة شنيعة وكأننا في جبهة حرب مستعرة.
أحد المعلّقين شبههن بالمليشيات العسكرية داخل البيوت “ويا من شرا له من حلاله علة”.
كنت وما زلت أستغرب كيف يرضى الناس بإدخالهن بيوتهم فهن يفتقدن لأبسط المقومات فلا شكل ولا مضمون، وبقاء الأسرة بدون خادمة أرحم بكثير من استقطاب هذه النوعيات بالغة الخطورة.
لا يمكن قبول تبريرات المرض النفسي فقد شبعنا منها بما فيه الكفاية.
سرد قصص اغتيال الأطفال مقززة.
كل قصة تحتاج لمقال مستقل لذلك هل أتحدث عن فاجعة نحر الطفلة لمى في حوطة بني تميم آواخر الشهر الماضي بيد خادمة إثيوبية آثمة؟ أم أفصل في رواية الطفلة إسراء وفصل رأسها عن جسدها في صورة اقشعرت لها الأبدان؟ آخر الضحايا طفل الجوف الذي توفي الأحد الماضي متأثراً بإصابته على خلفية دفعه من قبل الخادمة الإثيوبية داخل قدر حليب مغلي.
خادمات نزعت من قلوبهن الرحمة اخترن الأطفال لإشباع نهمهن للقتل وإراقة الدماء.
أجهزة الدولة لم تكن بعيدة عن الأحداث بمتابعتها المستمرة فقد أصدرت وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة العمل يوم الأربعاء الماضي قراراً بإيقاف استقدام الخادمات الإثيوبيات مؤقتاً.
القرار جيد وفي وقته لكن لماذا الإيقاف المؤقت، ولماذا لم يكن إيقافاً نهائياً خاصة والفترة الماضية قد أثبتت أن الاستمرار في استقدام هذه النوعيات مجازفة.
جاء في حيثيات القرار أن الإيقاف مؤقت لكي تتمكّن الجهات المعنية من الدراسة والاستقصاء.
أعتقد أن الشاهد أمامنا ليس بحالة واحدة وإنما حالات متعددة لذلك فالأولى الإيقاف النهائي والبحث عن مصادر أفضل.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15