|
المدينة المنورة - علي الأحمدي:
استضافت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مساء أمس الأول (الاثنين) صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود, مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس لجنة الدعوة الإسلامية بإفريقيا، يرافقه نخبة من علماء ودعاة إفريقيا, وذلك ضمن الملتقى الثاني والعشرين للجنة الدعوة في إفريقيا الذي يقام هذا العام تحت عنوان «وحدة الصف وأثره في استقرار المجتمعات». وخلال اللقاء أكد معالي مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن على العقلا في كلمة ألقاها بهذه المناسبة على أنّ من أعظم غايات الإسلام اجتماعَ الكلمة، وأُلفة القلوب، ووحدة الصف فيما يرضي الله سبحانه وتعالى فبها تتحقق مصالح الأمة جميعاً. مضيفاً أنّ العلماء والدعاة هم القدوة الذين يجب أن تكون رسالتهم لجمع الكلمة ووحدة الصف، وأن تكون توجيهاتهم نابعة من الحرص على الجماعة ووحدة الكلمة وفق كتاب الله وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،وأشار إلى أننا في زمنٍ لا نحتاج فيه إلى خطاب تخدير، ولا إلى خطاب تفجير؛ وإنما نحتاج إلى خطاب توضيح يحمل رسالة الإسلام بما فيها من هداية وعدل وتسامح ووسطية وخير للبشرية في الدنيا والآخرة، فالأمة بحاجة إلى خطاب معتدل يجمع القلوب ولا يفرقها. من جانبه أكد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن مبروك الأحمدي عميد الخريجين في محاضرة ألقاها في الملتقى أن من أعظم أسباب العز والنصر والتمكين الاجتماع والائتلاف والبعد عن أسباب الفرقة والاختلاف وأضاف إن الله سبحانه وتعالى ذم التفرقة بالدين بالنهي الصريح والتحذير منه. وقال: حرص سلف الأمة على تحقيق وحدة الصف وتوافرت في ذلك كلماتهم الصادقة الناصحة بالتأكيد البالغ على لزوم دين الله بلزوم الجماعة والحرص عليها والحذر والتحذير من الفرقة فالخلاف شر. وأوضح أن أهم أسباب ووسائل الاجتماع ووحدة الصف لزوم الكتاب والسنة بفهمهما والتمسك بهما ومعرفة حق ولاة الأمر من العلماء والأمراء وأداؤه على وجهه الشرعي وإجلال العلماء وتوقيرهم والرجوع إليهم وحفظ قدرهم والحفاظ على مكانتهم. وبين الدكتور الأحمدي أن المملكة العربية السعودية من واقع ما بوأها الله من منزلة عظيمة، وما مكن لها في خدمة الحرمين وهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم لاستشعر دورها الريادي في لم الشمل وتوحيد الصف واجتماع كلمة المسلمين ليتوحدوا في جهودهم ويتضافروا في مجهوداتهم كما هم متوحدون في قبلتهم وعبادتهم ولقد كان ولازال جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم من أولويات المملكة وهاجسها الأول إذ يستشعر ولاة أمرها ما يترتب على الاجتماع والوحدة من قوة وعز وتبوء لمكان الريادة , فما أن وطّد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أركان مملكته ووحدها على التوحيد والسنة حتى سعى إلى توحيد كلمة المسلمين مع عدم التدخل في شؤونهم الخاصة فقام بالمبادرة الأولى عام 1344هـ، وفيها عقد المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة لقادة الدول الإسلامية وألقى فيه كلمة افتتاحية بين فيها أن الهدف والأمل من هذا المؤتمر جاء فيها قوله (أيها المسلمون الغيورون لعل اجتماعكم هذا في شكله وموضوعه أول اجتماع في تاريخ الإسلام ونسأله أن يكون سنة حسنة تتكرر في كل عام) وقال أيضا: (إن المسلمين قد أهلكهم التفرق في المذاهب والمشارب فائتمروا في التأليف بينهم والتعاون على مصالحهم ومنافعهم العامة المشتركة). وأضاف الأحمدي: لا تزال المملكة على هذا الدأب الذي يحمل لواءه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي يؤكد دائما على أهمية الاجتماع والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف وإزالة عراقيل الوحدة ومعوقات العمل الإسلامي بشتى الأساليب والوسائل ومنها أسلوب الحوار الذي يعتبر رائدا فيه حفظه الله. وكان فضيلة الشيخ عثمان علي مدير معهد ابن الجزري في تنزانيا وهو أحد خريجي الجامعة الإسلامية من كلية الدعوة وأصول الدين عام 1413هـ قد ألقى كلمة العلماء والدعاة من أفريقيا، وفيها شكر صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد على الجهود الكبيرة التي يقدمها للجنة الدعوة في إفريقيا، كما بيّن أهمية وحدة الصف وأنه ما تحتاج إليه المجتمعات الإسلامية ثم قدم الشيخ عثمان شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني على ما يقدمونه من دعم مادي ومعنوي للمسلمين وللإنسانية عموما وما يقدمونه لإفريقيا بشكل خاص. وفي ختام الحفل قام معالي مدير الجامعة بتكريم الدعاة المشاركين في هذا الملتقى.