كانت الثقافة في عرفهم رجساً من عمل الشيطان وكانت الفنون لهواً وعبثاً!
ووصموا كل من ثقف أو تثاقف بأنه فاسد الفكر والقلب، حيث لا يجتمع في جوف امرئ من قلبين!
اليوم كل الفنون والثقافة زانت لهم هم المثقفون والفنانون وملاَّك القنوات وأبطال أفلام قنوات اليوتيوب رجالاً ونساء؟!
حيث النقل المباشر من مساجد النساء، أصوات نسائية تحاضر عن نعيم الجنة والحور العين والولدان المخلدين!
كل ما كنت تسمع أنه إثم ورجس تراه اليوم يصبح أمراً مقبولاً من أجل الوصول للمال والشهرة والأحلام السياسية.
ميكافيلية أشد من الميكافيلية ذاتها.
يصدرون بياناً يقفون في خندق إخوان مصر ويتدخلون في شأن خاص ويوهمون المجتمع العالمي بأنهم مثقفو المملكة الأحرار الداعمون للعدالة والحريات والديموقراطية؟!
كانت الثقافة زرية أينما حلَّ أهلها حل معهم الفساد والمروق من الدين؟
ما بال الثقافة اليوم صارت مطلباً حلالاً؟
كيف يتسمون بالثقافة وهم الذين ظلوا يروِّجون أن الميدان الثقافي ميدان حاو وجامع لحثالة القوم من الليبراليين والعلمانيين الفاسدين!
ما بال الثقافة اليوم صارت طهراً يناسبهم وصارت نقاءً لا يدنسهم؟
أصدروا بيانهم للتآخي مع إخوان مصر وأسموا أنفسهم مثقفين وظنوا لوهلة أن ذاكرة الناس ذاكرة رملية كذاكرتهم، ينسون حين يحل المساء ما قيل في بواكير الإصباح؟ إنهم لفئة ميكافيلية براغماتية تتعلّق بكل مشجب كي تتسلّق لطموحها السياسي ولو كانت تظهر رغبتها تلك دون أن تتمسّح بالدين لكنا قبلنا عملها على أنه عمل سياسي صرف!
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah