ما أظهرته المواجهة والمعارك التي جرت بين جماعة الإخوان المسلمين والمواطنين المصريين من كافة الاتجاهات تكشف أن الإخوان لنَّ يدعو ثورة 30 يونيو تصل لنهايتها المأمونة والتي يرغب فيها الأغلبية العظمى من المصريين الذين أصبح تأمين لقمة العيش ورعاية أبنائهم والحفاظ على وحدة وتماسك وطنهم هو الهم الذي يشغلهم عكس الإخوان المسلمين الذين أظهروا أن أكبر اهتماماتهم هو إعادة السلطة التي فقدوها ولأجل هذا الهدف فإنهم لا يتوانون عن حرق مصر بأكملها لإحراج السلطة الجديدة، ولهذا فإن بعض أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والأعضاء المدربين من الإخوان المسلمين تحوّلوا إلى ما يشبه مليشيات أخذت تشتبك مع من يعترض على تظاهراتهم واعتصاماتهم فيما خصصت فرق مليشية من الإخوان لمهاجمة تجمعات واعتصامات الطرف الآخر من مؤيِّدي السلطة الجديدة.
ليلة الاثنين - الثلاثاء الماضية كشفت عن الإستراتيجية الجديدة للإخوان التي تستهدف إحراج القوات المسلحة والشرطة المصرية باستفزازهما من خلال مهاجمة التجمعات الأخرى وقتال من يعترض على تظاهراتهم والذي يعترض على مظاهرات مناصري الرئيس المعزول محمد مرسي طائفتان من الشعب المصري هما سكان المناطق والساحات التي يعتصمون بها أو يتظاهرون في شوارعها وبما أن سكان تلك المناطق أصبحوا شبه محاصرين ويتعرضون للمضايقة سواء من قبل اللجان الشعبية (حرس الإخوان) التي تفتش السكان تفتيشاً ذاتياً كل ما خرجوا من منطقتهم وعادوا لها كما أن التواجد المكثّف لهؤلاء المعتصمين قد حول المكان إلى بيئة قذرة وأصبحت القاذورات والمخلفات تملأ المنطقة فضلاً عن محاصرة مداخل العمارات واحتلال الحدائق وبعض المعتصمين، حاولوا تسلّق البنايات والصعود إلى أسطحها بحجة الدفاع عن المتواجدين في الساحات وهو ما يعرض سكان البنايات إلى الخطر مما جعل السكان يصطدمون معهم ويصدوهم عن ذلك مما أوقع جرحى في صفوف الطرفين.
أما الطائفة الأخرى التي تواجه تظاهرات الإخوان فهم أصحاب المحال والباعة الجوالون وكل أصحاب المصالح الذين تضرَّرت مصالحهم بسبب الإضرابات والمظاهرات فهؤلاء توقفت أعمالهم وانقطع رزقهم مما دفعهم إلى مواجهة المتظاهرين والاشتباك معهم وهو ما حصل فعلاً في ميدان الجيزة الذي حاول معتصمو الإخوان في ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة ضمه إلى النهضة وهو ما دفع البائعين وأصحاب المصالح إلى منعهم من ذلك فما كان من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلا الصعود إلى (كوبري الجيزة) وإطلاق الرصاص على المعترضين مما تسبّب في مقتل ستة من البائعين.
هذا الأسلوب من فرض الإذعان على سكان المناطق وأهلها والبائعين سينفر الجميع من الإخوان المسلمين ويفشل مخططاتهم بتصدي المواطنين قبل رجال الشرطة والقوات المسلحة.
jaser@al-jazirah.com.sa