|
الجزيرة - فن:
في الحلقة الثانية عشرة من برنامج «أهم 10» على قناة روتانا خليجية الإعلامي سعود الدوسري بتفصيل كبير عن حياة الفنان السعودي عبادي الجوهر الذي انطلق في عالم الغناء على يد الكبير طلال المداح، وحصل على أوسمة كثيرة أبرزها الوسام الأعلى في سلطنة عمان تقلده من السلطان قابوس. كما لقبه طلال مداح بأخطبوط العود وموسيقار الجزيرة العربية، يهوى القراءة والاطلاع على كتب التاريخ والشعر العربي القديم، وعاشق للعود الذي يعتبره صديقه الوحيد والأقرب إلى قلبه.
بداية اختار الفنان عبادي الجوهر اليوم الحدث في حياته، يوم لقائه الفنان طلال المداح وعن تفاصيله قال: «هذا اليوم كان نقطة تحوّل في حياتي، أنا كنت متوجهاً إلى مجال آخر وكنت أريد أن أصبح عسكرياً، ولكن هذا اللقاء أدخلني الوسط الفني، وكان بترتيب من الفنان لطفي زين الذي أصر على لقاء طلال المداح في شركة أسطوانات «رياض فون»، وكان عمري وقتها 14 سنة، وبمجرد سماعه صوتي وعزفي قرر أن يوقع معي عقداً في اليوم نفسه، وأعطاني لحناً هو الذي ظهرت فيه للناس وكانت الأغنية بعنوان «يا غزال».
وتذكر يوم وفاة طلال المداح بسقوطه على المسرح: «كنا معاً في حفلة المفتاحة في أبها وأنا غنيت قبله واتفقنا أن نتعشى معاً، تكلمنا في الكواليس واتفقنا على الذهاب إلى الفندق وأطلب العشاء وأنتظره إلى أن يأتي، وعند دخولي الفندق رأيت المشهد أمامي فسارعت إلى المستشفى، وكان طبيعياً ولم يكن هناك مؤشرات، وعندما وصلت إلى المستشفى كانوا يجرون محاولات إنعاش ولكنها باءت بالفشل ورحل».
عن عدم تقديمه لأي من ألحان أوبريتات الجنادرية قال: «لست وحدي من لم تتح له التلحين للجنادرية وليس لدي جواب عن هذا السؤال، لأن الرد عليه مخصص للجنة الجنادرية لماذا أعطوا فلان وفلان، واللحظة التي أكلف فيها أنا جاهز وإذا لم يحصل لا أسأل، وقد لا أضع شروطاً إلا فنية لا شخصية».
من أيامه المميزة يوم سجل أول أغنية وأصدر أول ألبوم بعمر صغير وعنه قال: «لم أتخيل أن يلحن لي بل كنت ذاهباً ليسمع صوتي فقط ويعطيني رأيه، ولم أتخيل أن تصير بين وبينه هذه العلاقة الوطيدة التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً، وأول سؤال سألني متى تعلمت كل هذا؟ أنا تعلمت العود بعمر 11 سنة، فقال إنه مقتنع بي ووقع معي العقد وأعطاني اللحن وجهز لي لحناً ثانياً لأغنية «يا حلاوة»، وقبل السفر جهزوا لي مجموعة أعمال من ألحان الأستاذ جميل محمود وعمر كدارس -رحمة الله عليه- بالإضافة إلى اللحنين، وجئنا بيروت وقلت له إنني لن أغني إذا لم تكن موجوداً، وفعلاً حضر التسجيل».
وعن ردة فعل أهله لدخوله الفن شرح: «كنت مهووساً بالموسيقى والعود والغناء وأحفظ وأسمع، وقلت إن هذا لن يتعارض مع المدرسة، وجدت في البداية تحفّظ من خالي وليس من أخي أو والدي».
عن أول أسطوانة سجلها في بيروت، وعن قيمته العمل الحقيقية قال: «قيمة العمل بكل تفاصيله، فأنا أغني للمرة الأولى مع فرقة موسيقية واللحن لطلال مداح والكلام للطفي زيني ونزول العمل كأسطوانة جعلني أشعر بسعادة».
وعن حضوره إلى بيروت قال: «جئت إلى بيروت في العام 1969 ولم أكن اعرف فيروز أو غيرها، وعندما جئت إلى بيروت بهرت فيها لأنها أول بلد أزوره لأني لم أكن أخرج من حارتي أساساً، أتذكر أنني سكنت في الرملة البيضاء، وأتذكر أنني عندما أردت أن أسجل أغنية «يا حلاوة» ولم يكن قد وضع لها طلال المقدمة فحاولت أن أضع أنا المقدمة، وقبل التسجيل وصل وفرحت لأنه إذا لم تعجبه المقدمة سيضع هو غيرها، وعندما سمعها أعجب وتركها كما هي».
يوم مشاركته في مسرح التلفزيون وتحدث عن ظروفه: «كان كل هاجسي أن يسمع الناس الأعمال التي سجلتها وكيف ستكون ردة فعلهم على فنان جديد، فهل سأستمر أو أرجع إلى ما كنت عليه، وتصادف أسطوانة وأغنية «يا غزال» ووقوفي على مسرح التلفزيون، وكنت الوحيد الذي قبلت لأغنية في التلفزيون، وكانت أول مرة أغنية أمام جمهور، وكانت المواجهة مع الناس والكاميرات وكنت خجولاً وربما كانت من أسباب النجاح، وكانت الأغنية من الفولكلور الشعبي وتحولت إلى أغنية أكثر عصرية، بالإضافة إلى أن ولداً صغيراً يغني كانت من عوامل نجاحها».
وعن أول أجر تلقاه قال: «أخذت بدلاً مادياً مقابل غنائي وأول شيء فعلته أنني اشتريت سيارة وأنا لا أعرف القيادة، ولم يكن المبلغ كبيراً بل إن السيارات كانت زهيدة السعر».
ويوم قدم أول لحن لنفسه يذكره بفرح: «بعد سنتين كان لي أول لحن وأسمعته لطلال المداح لأن رأيه يهمني، فإما أستمر أو أتوقف عن التلحين، ففتح لي مجالاً آخر بأن أعتمد على نفسي كملحن وأن أقدم أعمالاً كثيرة جداً لأكثر من 300 عمل ولحنت لغيري. في البداية لحنت بالفطرة والإحساس، وكان هذا في العام 1971، وسافرت إلى القاهرة لتسجيل الأغنية التي كانت بعنوان «كأنك حبيبي» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن».
عن تقديم نفسه كأفضل عازف عود دافع قائلاً: «لا أقدم نفسي بهذا الشكل لأنه لا يوجد أحسن أو أفضل بالمطلق، وأحياناً أقابل الناس ويقولون لي بمحبة أنت أحسن عازف، وهذا خطأ، ففي العالم العربي هناك الكثير من العازفين ولكن ليست لديهم المساحة لعرض أعمالهم على الناس، ربما رابح عازف لأن لديه مساحة أكثر من غيره».
يوم فقد زوجته كان له تأثير وعنه قال: «كانت والدتي بالنسبة إلي كل شيء وكنت قريباً منها جداً، وفي العام 1974 توفيت والدتي وأثر علي هذا الأمر وكانت هي أمي وأختي ومستشارتي، وعندما فقدت شعرت أنني فقدت كل شيء. إلى حد ما كان هناك تشابه بسيط بين وفاة والدتي ووفاة زوجتي أم سارة التي مرضت لمدة سنة أخذتها إلى أكثر من مكان، وكان آخرها في لندن حيث مكثنا أربعة أشهر وعدنا إلى السعودية وتوفيت في رمضان، وكان يرى جدران البيت بعد وفاتها سوداء».
وعن دوره كفنان في الإصلاح الاجتماعي قال: «رأيت شاباً صغيراً في الطائرة يرتدي بنطلوناً بشكل غير لطيف وليس له علاقة لا بتقاليدنا ولا ببلدنا، وعندما كان يحمل حقيبته كان منظره غير جميل فأساء لعيني، فما بالك بالآخرين، فنصحته وكلمته بهدوء وتقبل نصيحتي».
يوم لقائه الملوك
وعن هذه الأيام قال: «تشرفت بالسلام على أكثر من شخصية كبيرة في بداية عهد الملك فهد رحمه الله، والملك عبدالله بن عبدالعزيز والكثير من الزعامات العربية منها ملك الأردن عبدالله الثاني. أرى العلاقة بين السلطة والفنان جيدة بدليل أن لدينا وزارة إعلام تهتم بالموسيقى والغناء، ودائماً الفنانون يطلبون أكثر، ودائماً غناؤنا أمام القيادات في المناسبات الوطنية، وإذا التقيت بالملكة عبدالله لن أتكلم كفنان بل كابن هذا البلد ولا أناقر بالسياسة لأنني فاشل فيها، قد أطلب كأمور تخص الفنانين مثل معاهد موسيقى».
وعن دور الفن في الصالح العام قال: «الأغنية لها دور فعال في الصالح العام، فالأغنية الرياضية لها دور في شد الهمة، والأغنية الوطنية لها دور بدل الرصاص، فليس بالضرورة أن ينزل الفنان إلى الشارع يمكن أن يقدم أغنية فيها فكر».
وفي اليوم الأخير يوم حصوله على وسام من السلطان قابوس: «أعتبر وسام من السلطان قابوس مهماً لأنني نلته في مهرجان للعود وليس للغناء، وشاركت فيه كموسيقي وليس كمطرب، شاركت في الكثير في المحافل الغنائية ونلت الكثير من التذكارات، ولكن مهرجان السلطنة كانت مخصصة للعود والوسام كان شيئاً مميزاً كموسيقي.