من الأولويات التي يجب أن تهتم بها الجامعات العناية بالبحث العلمي والعمل على تطويره وتشجيع المهتمين من الباحثين والباحثات على الانخراط فيه، وهذا من أبرز أهداف الجامعات في العالم لأنه هو المعيار الأقوى لمكانة وسمعة أي جامعة في التقويم العام، وهذا ما تقوم به الجامعات المتقدِّمة في سلّم الترتيب عالمياً.
والسؤال: إلى أي مدى تهتم جامعاتنا بهذا الجانب؟ وكم هي نسبة ما يُصرف على البحث العلمي من ميزانية أي جامعة؟ وكم هي أعداد الباحثين والباحثات الذين ساندتهم الجامعات في المملكة وعملت على تذليل الصعاب أمامهم؟
إن الصورة العامة لهذا الجانب ضعيفة وباهتة تدل على قلة الاهتمام به ولعل ذلك من أسباب ضعف مكانة جامعاتنا عالمياً.
إننا نحتاج إلى الارتقاء بالوعي داخل الجامعات بأهمية البحث لأنه يخدم المجتمع من خلال الرؤى والطروحات التي تقدّم في البحوث والدراسات أياً كان مجالها وتخصصها.
إنني أتمنى أن تسعى وزارة التعليم العالي إلى جعل مسألة البحث العلمي بين الأمور التي ترتكز عليها مكانة الجامعة، إذ ليس من المعقول أن تظل جامعاتنا مجرد أماكن للتعلم لتخريج موظفين إلى سوق العمل فهذه مسألة مفروغ منها، ولكن البحث العلمي أساس من أساسيات الارتباط بين الجامعة والتنمية ونهوض المجتمع علمياً.
وكم أتمنى أن توجّه بعض الدراسات الميدانية إلى المقارنة بين واقع الجامعات العالمية المميّزة في الشرق والغرب وبين جامعاتنا في العناية بالبحث العلمي، ومدى نشاط أعضاء هيئة التدريس فيها، وأسباب قلة البحث، وهل هو مجرد عزوف من أعضاء هيئة التدريس أم أن هناك معوقات من الجامعات نفسها تحبط الباحثين وتحد من رغباتهم لتحوّلهم إلى مجرد معلّمين يقفون أمام الطلاب لاجترار معلومات دون تغذية لمعارفهم والتي لا تنتج إلا من خلال البحث وممارسته على نحو فاعل.
إن وزارة التعليم العالي مطالبة بإجراء مسح دقيق على وضع البحث العلمي في الجامعات حتى نقف على الصورة الحقيقية والواقعية لجامعاتنا.