كنت قد كتبت في مقال الأسبوع الماضي عن حالة النكران لجيل ما قبل الملايين، وما تعرضوا له من جحود من قبل مسئولي الاتحاد ومسيري الأندية، حتى أصبح بعض منهم في حالة يرثى لها.
واليوم وفي هذا المقال سأتحدث عن الوجه الآخر للاعبين، وأعني هنا بجيل الملايين الذين عقودهم تزيد على المليونين والثلاثة بالعام، فأولئك يعيشون بحالة ترف مبالغ فيها من سيارات فارهة وسفريات متعددة، وما إلى ذلك من صنوف البذخ ، دونما اعتبار لحاجياتهم الأساسية أو تفكير بمشاريع مستقبلية، فالنادر منهم من وضع ماله في استثمار يقيه السؤال عندما يتوارى عن المشهد الرياضي، ولذلك لا نستغرب أن نرى نجما ما وهو يركب سيارة فيراري مثلا وبعدها بعامين أو ثلاثة نسمع عن هذا المليونير وهو يتسول طلباً للعون والمساعدة.
فللأسف جل اللاعبين يتناسون أو لا يفكرون بأن عمر اللاعب في الملاعب قصير ومع بداية الثلاثينيات تبدأ الأضواء بالانحسار عنه ، وتتضاءل العقود المعروضة عليه، ولذا حري منهم أن تكون النظرة أكثر أفقاً، بحيث تتعدى الحاضر لما هو أبعد من ذلك، حتى يعيش حياة كريمة بعدما يترجل عن الميدان.
وبظني أن الحل الجذري لهذه المشكلة هو أولا توعية اللاعبين بكيفية استثمار تلك الملايين بما يعود عليهم بالنفع مستقبلا ، خصوصا أن هنالك من يوقع بالملايين وهو صغير في السن بأوائل العشرينيات مما يجعله هدفا لبعض المفسدين الذين يتحينون الفرص للانقضاض على ماله وصحته.
إضافةً إلى أنه يجب على الاتحاد السعودي التحرك باتجاه إشراك اللاعبين في التأمينات الاجتماعية واستقطاع جزء من مخصصات اللاعبين وعقودهم لكي يستفيدوا منها عندما يعتزلون ليجدوا راتباً ثابتاً يكفيهم السؤال ويكفل لهم قوتهم وقوت عيالهم .
وحتئذ، لا تستغربوا أن تسمعوا بان النجم الفلاني صاحب العقد الكبير وهو ملاحق من الدائنين بعد اعتزاله بأعوام قصيرة، ولا تتعجبوا من تقرير تلفزيوني بصوت حزين وهو يتحدث عن النجم العلاني المعتزل الذي كان راتبه بمئات الآلاف وهو مطرود من بيته المستأجر لعدم قدرته على السداد.
إنسانية نادي الشباب
ما زال نادي الشباب يضرب أروع الأمثلة في تفعيل دوره الإنساني والاجتماعي داخل المجتمع وعدم الاقتصار على الشأن الرياضي فقط.
فالنادي العاصمي وبتوجيه ودعم من إدارته المميزة وبفكر وإشراف مباشر لعضو مجلس الإدارة والمشرف على المسئولية الاجتماعية بالنادي الدكتور فهد العليان لازال يقدم الأنشطة والبرامج تباعاً والتي تصب في مصلحة خدمة المجتمع وتلمس حاجياته، فبعدما لملم النادي فعاليات المعسكر الصيفي لذوي الاحتياجات الخاصة، وجدناه يفعّل في شهر رمضان المبارك مسابقته الرابعة لحفظ القرآن الكريم، علاوة على إقامته اليومية لمشروع تفطير الصائمين وما إلى ذلك من البرامج التي تتماس مع هذا الشهر وروحانيته.
واليوم وجرياً على ما تعودناه من هذا النادي النموذجي كل عام، فإنه يقيم إفطاره الرمضاني لأبناء جمعية رعاية الأيتام ( إنسان ) وبمشاركة أعضاء مجلس الإدارة ولاعبي الفريق الأول وكذا الإعلاميين والمهتمين، وهدفه في ذلك كي يرسم بسمة على شفاه أولئك الأيتام، ويعطي صورة راقية لإنسانية هذا المجتمع ومدى تعاضده وتكاتفه مع بعض، أسأل الله أن يجزل للقائمين عليه والمتفاعلين معه الخير والمثوبة.
على السريع
- طالعتنا الزميلة جريدة الاقتصادية بحديث خطير للمحترف الأهلاوي السابق ( بالمينو) تحدث فيه على أنه تم تمديد عقده مع الفريق الأهلاوي بشكل غير قانوني، وأشار إلى أنه كان سيصعد الأمر للفيفا لولا أنه تم حل الإشكالية بشكل ودي ، وأعتقد ليس أفضل من رد على هذا الادعاء سوى بيان من الإدارة الأهلاوية يفند كل ما جاء فيه، ننتظر ذلك.
- مشاركة الفريق النصراوي في بطولة العالم المصغرة للصالات، لازالت محل أخذ ورد، بداية عن ماهية الآلية في اختيار وترشيح فريق النصر عن دونه من الفرق، إضافة إلى ما اعترى تلك المشاركة من انسحاب وما صاحب ذلك من تضارب في البيانات بين اللجنة المنظمة والإدارة النصراوية، العجيب أن الاتحاد السعودي لكرة القدم لازال غائباً عن المشهد كاملاً.
تويتر: @sa3dals3ud