الرس - أحمد الغفيلي:

بعد الإعلان عن ترشيح النصر للمشاركة في بطولة العالم المصغرة للصالات بدولة الكويت الشقيقة تساءل الكثير من النقاد والجماهير عن مسببات اختيار النصر دون غيره وما هي المعايير التي بنى عليها الاتحاد السعودي لكرة القدم اختياره للنصر وتجاهل حق الأندية الأخرى بالمشاركة ولاسيما وأن النصر لا يملك فريق كرة قدم للصالات فضلاً عن أن الاتحاد السعودي لكرة القدم جامل النصر على حساب الأحق والأجدر بالمشاركة فريق الرائد الذي حقق أول بطولة رسمية للصالات والتي أقيمت الموسم الماضي.

تناقض يثير الريبة.. وتصريح (رسمي) يكشف الحقيقة

رئيس لجنة ألعاب كرة القدم بالاتحاد السعودي لكرة القدم صلاح السقاء وبعد أن كثر الجدل حول مسببات ترشيح النصر صرح بأن اللجنة المنظمة هي من طلبت النصر بالاسم، فيما نفى عدنان المعيبد المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي علمه بمشاركة النصر وأن الاتحاد السعودي لم يرد له أي خطاب بدعوة فريق سعودي للمشاركة بالبطولة.

الحقيقة الغائبة كشفها الشيخ طلال الصباح رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة العالم المصغرة للصالات خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم بنادي النصر لتدشين مشاركة النصر بالبطولة، وأوضح أن اللجنة لم تختر النصر بالاسم وإنما قامت بمخاطبة الاتحاد السعودي لكرة القدم لترشيح فريق للمشاركة وهو من اختار النصر عبر خطاب موقع من قبل عبدالله السهلي، مؤكداً أن اللجنة تحتفظ بالمخاطبات الرسمية التي تثبت صحة حديثه.

هذا التناقض يعكس عشوائية العمل باتحاد الكرة وأن الكثير من القرارات تتخذ بصفة فردية ووفق أهواء ودون دراسة وتأن وبخاصة إذا ما كان القرار يخص مشاركة أحد الأندية خارجياً والنفي ومحاولة تضليل الرأي العام وإيهامه بأن النصر اختير من قبل اللجنة المنظمة تصرف في غير محله بالتأكيد.

الانسحاب ثمرة الترشيح المفاجئ

لم تمض أيام قلائل على انطلاق البطولة إلا وممثلنا النصر وبعد أن تلقى خسارتين بهدفين دون رد من كاردينال الأوكراني، وبخمسة أهداف دون مقابل أمام هويلا الكولمبي يفاجئ منظمي البطولة، والجماهير بانسحابه قبل لقائه بفريق المقاصة المصري مما أثار استغراب متابعي البطولة وأوجد جدلا حول مسببات الانسحاب، وووضع الاتحاد السعودي بموقف حرج بعد أن اتخذ النصراويون قرار الانسحاب دون استشارة الاتحاد وأخذ موافقته.

وجاء تعليق الاتحاد على الانسحاب على لسان صلاح السقا وتأكيده على أن الاتحاد السعودي لن يفتح تحقيقا مع مسؤولي النصر لبحث مبررات الانسحاب وأن الأمر لا يعنيه جاء مفاجئاً وينم عن أن الاتحاد السعودي للأسف أمام بعض القضايا والأحداث يقف عاجزاً عن بحثها وتداولها دون سبب مقنع.

بيان النصر يحمل اللجنة المنظمة للبطولة المسؤولية

نادي النصر وعبر مركزه الإعلامي أصدر بيانا حمل فيه اللجنة المنظمة المسؤولية واتهمها بأنها لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه مسبقاً دون أن يفصح عن ماهية الاتفاق والمهام التي التزمت بتأمينها اللجنة المنظمة ولم تف بها مما زاد من مساحة الغموض وأثار موجة من التساؤلات.

في المقابل جاء بيان اللجنة المنظمة حاملاً عبارة: صدق أولا تصدق مشهد انسحاب فريق النصر السعودي الشقيق من مونديال الصالات لكرة القدم للأندية بعدما ورّط نفسه في محترفين تآمروا عليه واستغلوا غفلة إداراته عن المشكلة الكبرى وهي ان الفريق تعاقد مع محترفين وتركهم بلا غطاء مادي ولا معنوي فتربصوا به بعدما استسلموا لوعود مجلس إدارة النادي الذي وعد بحل المشكلة ولم يراع أنه يشارك في بطولة العالم لكرة القدم للأندية للصالات ولم تحرك إدارة النصر ساكناً لحل المشكلة - حسب ما جاء في البيان -.

مهنية السهلي كشفت المستور

عبر قناة الشاهد الكويتية قدم المذيع بداح السهلي وبكل مهنية تقريرا مفصلا عن حيثيات الانسحاب النصراوي تعامل مع الحدث بحرفية استمع لكل الأطراف وكشف الحقيقة التي حاول بعضهم إخفاءها ووضع الكرة بمرمى الاتحاد السعودي.

محترفون تحولوا لمتسولين

كان منظر محترفي النصر الأجانب البرازيليين والمغربي والبحريني مثيرا للشفقة أثناء تواجدهم ببهو الفندق لا حول لهم ولا قوة ينتظرون شفقة ومساعدة الإخوة الكويتيين لتسهيل إجراءات سفرهم ومغادرتهم الكويت بعد أن هرب اللاعبون السعوديون والجهاز الفني والإداري قبل لقاء المقاصة ولم يتبق سوى مساعد المدرب إبراهيم الجاسم الذي يستحق الشكر والتقدير لتحمله فوق طاقته ومواجهته للموقف وتفضيله البقاء بالكويت لغاية مغادرة اللاعبين الأجانب.

اتحاد الكرة على المحك

تاريخياً انسحاب النصر من بطولة العالم المصغرة للصالات بهذه الطريقة المسيئة للرياضة السعودية ليست القضية الأولى التي ترتبط بمشاركات النصر خارجياً، فقبل ما يزيد على ثلاثين عاماً انسحب النصر من مواجهة العربي الكويتي بالجولة الأخيرة من بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي بنسختها الأولى دون الرجوع للاتحاد السعودي لكرة القدم احتجاجا على طاقم التحكيم المكلف بإدارة المباراة، تبعه بسنوات ما واكب مشاركة النصر بمونديال الأندية بالبرازيل من تصرفات لاقت استهجان العالم بأسره أبرزها تلفظ فهد الهريفي على مدربه، واقتحام الحارس النصراوي محمد الخوجلي للملعب بعد أن تم استبداله وأحداث ملعب الوصل الشهيرة واعتداء أحمد عباس على الحكم الكويتي وليد الشطي بالمباراة الودية التي جمعت النصر بالعربي الكويتي موسم 2011م. المؤسف أن الاتحاد السعودي لكرة القدم وقف موقف المتفرج لا حول له ولا قوة وكأن مثل هذه التجاوزات لا تعنيه من قريب أو بعيد فيما على النقيض تماماً نجده وفي مواقف أخرى سبق له أن فرض عقوبات قاسية بحق لاعبين أبرزها إيقاف عبدالله الجمعان والكاتو لمدة شهر محلياً ودولياً بعد طردهما بالبطاقة الحمراء في مباراة بيروزي الإيراني بمسابقة كأس أبطال الأندية الآسيوية العشرين وعاقب عبدالله الجمعان بالوقف عشر مباريات محلية لمجرد أنه رفض الانصياع لقرار مدربه بلاتشي باستبداله ببطولة أندية مجلس التعاون بعمان وغيرها من الأحداث.