بعد التلاعب الواضح في (حجم الرغيف)، ووزن (ربطة الخبز) عمَّا كانت عليه قبل رمضان، مع عجز البلدية والتجارة عن ضبط المسألة، أصبح فرن المخبز العادي، هو الخيار الأفضل للمواطن حتى حل هذه المشكلة!
تتميز حوارات طابور المخبز (قبل المغرب) بطعم خاص وعفوية كبيرة، ويمكنك الاستمتاع بنقاشات وحوارات المنتظرين (قبل أن يحمى الوطيس)؟!
و(الوطيس) هنا، المقصود به اقتراب وقت الأذان، ودخول وقت الإفطار، حيث (تضيق الأخلاق)، فتحتدم النقاشات، وترتفع الأصوات، وتصطك الأسنان، لتتطور الأمور في بعض الأحيان إلى رفس، وركل، ويكثر سماع صراخ (اللهم إني صائم)!
جرب الانخراط اليوم في (طابور المخبز)؟!
بكل تأكيد ستشعر بنبض الشارع كما هو دون تلميع، تصرفات الناس وكلامهم يعكس واقعهم: لنبدأ بالأول في الطابور وهو يتناول حبات الخبز: (آه.. الله يذكر أيام 12 حبة بريال يا جماعة)، ليرد عليه الثاني (حتى الدقيق ما هو مثل أول، ذق طعمه)!
ما يتناوله أهل تويتر أيضاً، قد يطوله النقاش هنا: (إلا وش صار على هاشتاق - الراتب ما يكفي الحاجة)؟! لتسمع صوتاً آخر يرد عليه: (والله ما أدري عن ها لعالم اللي مدرعمين، على طاري الراتب هو بينزل في 20 كالعادة وإلا قبل ها لسنة)؟!
طابور الخبز مثل أي (نظام خدمات) لدينا، يأتي شخص في آخر الصف، يغمز لمن هو في أول الصف، فجأة تتضاعف الطلبية (لثلاثة ريالات) بدلاً من ريالين، (يعني حتى عند المخبز لا يمكن القضاء على الواسطة)!
عند المخبز مشاهد عجيبة: طفل يتجاوز الطابور يطلب حبتين (بنصف ريال) قانون المخبز يسمح بذلك، يعطي الخباز (ريال ورق)، ليعيد له قطعة معدنية، بعد (دقيقتين)، طفل آخر بنفس الطريقة، يقدّم (القطعة المعدنية) للخباز ليأخذ (حبتين خبز)، تلتفت لتجد الأب والطفل الأول في السيارة المكيَّفة، في انتظار الطفل الثاني!
إنه تعليم فن (اختراق النظام بالنظام)؟! تماماً كما يحصل مع (حجم رغيف، ووزن ربطة الخبز) في رمضان!
اللّهم إني صائم، وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com