يا إلهي، في البلاد المتقدمة حيث يتساوى الناس تحت القانون وحيث الإنسان يحترم كرامة الإنسان بل ويحترم حتى كرامة الحيوان إذ له قانون يحميه هو الآخر حتى من شطحات الإنسان !!، أقول في تلك البلاد المتقدمة ذات الإنسان السعيد يحاول الإنسان فيها على تدريب الوحوش الكاسرة، كالأسد والنمر والدب على محاولة التفكير والاستئناس والتأنيس، يحاول تعويد تلك الوحوش لأن تقلد سلوك الإنسان إلى أن تبلغ من التقليد مرحلة مبدعة لايستطيع الإنسان ذاته الوصول إليها ثم يستفيدون من تلك الوحوش في ترويضها المشاركة الفعلية في الفنون كالمسرح والسيرك والرياضة والسباقات وذلك لكي تجلب لهم من خلال اداءاتها المبدعة الفرح والسرور والمتعة ولربما الحصول على الميداليات في المسابقات الخاصة لذلك،كلما ازداد إبداع تلك الوحوش ازدادت محبة الإنسان لها إلى ان ينتزع منها الانسان غرائزها الوحشية وتقترب إلى الغرائز الإنسانية فتصبح بذلك أكثر إخلاصا ومحبة وألفة للإنسان أكثر من الانسان نفسه لأخيه الإنسان، هذا بالطبع يحدث في البلاد المتقدمة، اما في بلادنا العربية المتخلفة حيث يضرب الإنسان بالقانون الحائط وتضربه الأنظمة بالكرباج والحذاء بدون قانون أيضا لذلك يتدرب الإنسان التعيس في عالمنا الأتعس لأن يتحول من إنسان إلى وحش ليأكل أخاه الإنسان متى ماحانت له الفرصة الملائمة وكلما أوغل في التوحش ازداد إعجاب ( الجمهور - القطيع ) به ليصبح بطلا ولكي اثبت لكم ذلك هل تذكرون المناضل العربي الذي أكل قلب جندي نظامي أمام شاشات الملأ، هل تذكرون المواطن الذي أولج العصا في مؤخرة زعيمه السابق أمام الملأ وهل رأيتم مؤخرا رجالا يطالبون بالشرعية وهم يضربون طفلا بتهمة انه من مخابرات النظام، فهل رأيتم أكثر وحشية وتخلفا من هذه النماذج الثورية التي تدعي أنها جاءت من أجل تقدم الإنسان العربي ؟!! .