ظهر على السطح هذه الأيام من ينظِّرون ويتحدثون عبر وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس الخاصة بأنه لماذا تساعد المملكة العربية السعودية مصر؟ ولماذا كل هذه المليارات التي أمر خادم الحرمين الشريفين بإعطائها للشقيقة مصر؟
هؤلاء لم يدركوا ما تمر به مصر وشعبها وجيشها من ظروف، وهؤلاء لم يعلموا أن العلاقات التي تربط المملكة بمصر علاقات يتحكم فيها الدين واللغة والجوار والمودة وصلة الرحم وكلها من القيم التي أوصى ديننا الحنيف بوصلها، لأن في انقطاعها شراً لا نريده لمصر وأهلها ولا لبلاد الحرمين مملكة الإنسانية؟ أم أننا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض؟ خاصة إذا علمنا أن هذه المساعدة لم تكن الأولى لمصر ولا لغيرها من شعوب الأمة الإسلامية ولن تكون الأخيرة بحول الله، ولنعلم أن كل ما تقدمه بلادنا للآخرين واجب لا يجب التخلي عنه، وهو عمل خالص لوجه الله لا يدخل فيه رياء ولا منة؟ وخادم الحرمين الشريفين عندما قدم للشعب المصري الشقيق هذا الدعم السخي كان هدفه النهوض بمصر من عثرتها وظروفها التي ألمت بها، مدركاً تمام الإدراك أن مصر وشعبها وجيشها لم يتأخروا يوماً في مساعدة كل الأشقاء ما أمكنهم ذلك وفي جميع المجالات التي لا ينكرها منصف عاقل أو مسؤول؟
كم خطر ببال الكثيرين من الأوفياء المخلصين لعروبتنا وإسلامنا كيف يكون حالنا وحال أمتنا حين تسقط مصر ـ لا سمح الله ـ ألا يؤثِّر ذلك على الدول العربية الشقيقة؟
إننا في المملكة لم نتعامل على الإطلاق مع مبدأ التنكر! بل نعترف بأن لمصر مساهمات في بلادنا من خلال وجود الآلاف من الأطباء والمهندسين واليد العاملة الذين تقاسمنا معهم رغيف الخبز وتظللنا في ظل الأخوة والمصير المشترك، إن مصر والسعودية جناحان لطائر الأمة العربية، فهل يطير هذا الطائر بجناح واحد؟ يتحتم علينا معرفة أن كل ما قدم لمصر ينم عن نظرة ثاقبة للملك العادل الذي دائماً ينظر إلى الأمام مع حرصه على مكانة شعبه وبلاده وكل ما له علاقة بحياة المواطن وعيشه الكريم، إننا نقول باستمرار ونردد المثل الذي يقول: من يسر ما هو عسر!