تشرفت قبل أكثر من شهرين بزيارة خاطفة وسريعة لمشروع “السلام عليك أيها النبي” في مكة المكرمة ، وشدني كثيراً وأبهرني ما رأيت وسمعت منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها الجولة في جنبات وأركان وزاويا المكان بمعية صاحب المشروع الرائع والفريد - طبعاً من وجهة نظري الشخصية - الأديب والمثقف والمؤرخ وقبل هذا وذاك الشيخ الدكتور ناصر الزهراني الذي كان يشرح ويبين ويوضح ويبرهن على كل مشهد ولوحة بنص من كتاب الله أو قول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكم كانت سعادتي غامرة حين كنت أنصت لمُضيفنا - الذي التقي به أول مرة - وهو يسهب في الحديث عن التطلعات المستقبلية التي ستفتح آفاقاً عالمية للتعريف بالإسلام وبرسول الأنام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام من خلال معارض دولية تحت هذا الاسم، وبإشراف ومتابعة من قبل علماء أفذاذ وأهل اختصاص أخيار ، ولا أكتمكم القول كنت أنتظر لحظة عودتي للفندق لأكتب مقالاً عن هذا المشروع العالمي العملاق ، الذي ولد بهدوء وفي الوقت المناسب، واختير له كذلك أشرف بقعة على وجه الأرض لتحتضنه منذ لحظة الميلاد حتى شب عن الطوق وبلغ مبلغ الكبار ، وحتى أعرف أكثر عن هذا المشروع الدعوي الجديد بدأت البحث في الشبكة العنكبوتية وإذ بي أجد سيلاً من الروابط التي تحيل لمادة غزيرة كُتبت بأقلام مختلفة عن هذا العمل الفريد .
كان من أهم هذه الروابط - في نظري - تلك التي تحيل إلى موقف عدد من علماء هذه البلاد الذين عًُرف عنهم حرصهم على حماية جناب التوحيد والذود عن حياضه ، ومع أنني كنت متحمساً للكتابة عمّا رأيت وسمعت إلا أن الأسماء التي أفتت بعدم جواز هذا العمل ، واللغة التي تحدثوا بها عن المشروع ، والتخوف العقدي الذي أبدوه - حفظهم الله ورعاهم - جعلني أحجم عن فكرة المقال تأدباً ووقوفاً عند ما ذهب إليه علماؤنا الكبار الذين هم أهل الذكر أصحاب الكلمة الفصل في مثل هذه المسائل والنوازل والأعمال الإبداعية المبتكرة ، ولكن جد مع مطلع هذا الشهر المبارك أمر آخر أعاد فتح ملف هذا المشروع من جديد وحفزني للكتابة عنه في هذه الزاوية ، أترك الحديث عمّا استجد ليوم الجمعة القادم ،، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.