أحترم الرجل العصامي في الحياة الذي أوجد نفسه بفضل الله أولاً، ثم ثانياً بفضل طموحه، وهمّته، وعزمه، ومواجهته الظروف التي يتغلب عليها برجولته وبعد نظره، وقبل وبعد هذا بإيمانه وتوكله على الله سبحانه وتعالى، والحياة مليئة بمثل هذا الأنموذج المشرف من الناس، والشعر الفصيح وصنوه الشعبي حفل بتوثيق كثير من الأسماء في كليهما تفاصيل الشأن نفسه، ولكنني سأتحدث عن “شخص في الساحة الشعبية” أحتفّظ باسمه ليقيني أولاً بنكرانه لذاته وتواضعه الجم في صمته المطبق عن كل ما يخص تفاصيل شخصه، لذا سأطرح “شيئاً” من نهج شخصه لبعض أجيال الشعر الناشئة:
في أواخر الثمانينيات كان أحد الشعراء الشعبيين يدرس في إحدى الجامعات السعودية ويتقاضى مكافأة جامعية قدرها ثمانمائة وأربعون ريالاً، استطاع من خلالها أن يستدين من أحد أقاربه - سيارة أجرة نقل ركاب صغيرة - إضافة إلى عمله في - التعقيب - ولم يشغله هذا عن تحصيله الأكاديمي وطموحه العلمي رغم - قلة ذات اليد - أما على صعيد الأخلاق والسلوك فكان في منتهى الأدب الرفيع والاستقامة، وفي جانب الشعر كان يكتب أجمل القصائد الجزلة - من منظور نقدي - واستطاع بعد ذلك أن يخطو خطوات مدروسة بتأن حذر في التجارة بتدرّج حتى فتح الله عليه أبواب فضله فيها، فأكمل دراسته العليا حتى نال أعلى الدرجات العلمية على حسابه الشخصي والآن هو من نخبة أسماء لها تجاربها المشرفة التي لا يملك - أي منصف إلا احترامها - وفي ثاني أيام شهر رمضان المبارك أقام وليمة سحور لزملاء دراسته الجامعية وتشرّفت بحضورها في قصره بحي النخيل، وقال (برأس مرفوع أمام الجميع) - هذه صورة غرفتي في منزل شعبي بحي منفوحة - معلقة على جدار مجلسي - وهي درس لأبنائي الذين أحرص على تنشئتهم تنشئة إسلامية على أخلاق المجتمع السعودي الفاضلة وأحرص أن يكونوا على نهجي بعيداً عن الاتكالية السلبية القاتلة لطموح أجيال الشباب وهمتهم، تفعيلاً للمثل المشهور (عندما تتوافر الإرادة توجد الطريق) (there is a will there is a way).
وقفة للشاعر بدر الحويفي الحربي:
بعض الرجاجيل لا يعجبك بعلومه
إن عاش وإن مات ما ينقص قراباته
يقصر على العرف والمعروف مفهومه
فحل مرة زول لا ودِّه ولا هاته
والناس تعرف طيور الصيد والبومه
والطيب تعرف رجاجيله وحزَّاته
المرجله بين كل الناس مقسومه
الا الذي ما تطول الجود هقواته
هذاك نفسه من التقدير محرومه
محدود رزقه على بطنه ومخباته
شهامته من صميم الراس معدومه
الله يمحق تقاليده وعاداته
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com