الشاعر الرائع الأستاذ رشيد الدهام صاحب إحدى أجمل التجارب الشعرية التي يشار إليها بالبنان في الساحة الشعبية، يضاف لها رقيه في تعاطيه مع الآخر، مما أوجد مزيجاً رفيعاً لمضامين التميز المحسوبة بدقة لها صلة بتخصصه الأكاديمي -كمهندس- في الإبداع كما في الحياة العملية:

ناداني المستقبل بصوتٍ أجش

يقول دق آخر مسامير النعش

ما فالحياة لمن نسى طعم الحياة

خير إن شبع أو جاع أو رَوْي أو عطش

عيَّت جروحي من زماني لا تطيب

وعيَّا زماني من جروحي ما طفش

وطفل السنين الممتلي وجهه بياض

شابت سنينه وامتلا وجهه نمش

أحلام عمري ماء وأنا قلبي زجاج

ياما تجمد حلمي وقلبي إنخدش

وياما إغتسل قلبي بحلمي يوم سال

وياما تبخر واصبح بقلبي غبش

ولا كسر قلبي سوى طرد السراب

إلين شفته فوق قبري يرتعش

يا قلب ما دام الزجاج أصله تراب

عش ما تبقَّى لك بدنيا الغي عِش

ولا تناجي الناس مدَّاح وعذول

ناج الذي مالك عن عيونه مخش

تراك لو من عشّك بصدري تطير

ما راح تلقى غير بطن الأرض عش