قبل خمسة أعوام، كتب الدكتور محمد الطفيل، من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، مقالاً عن مواد مسرطنة في نعناع المدينة المنورة. وكان لهذا المقال أثره المدوي على أوساط عشاق الشاي المنعنش، في السعودية والخليج. وأصاب تجار النعناع المدني وبائعي التجرئة الإحباط، لكون بضائعهم ستسقط من قوائم مشتريات الزبائن الدائمين، وبعد أن تدخّل أمير منطقة المدينة آنذاك، اضطر المستشفى التخصصي أن يوضّح موقفه، ويبيّن أن السرطان ليس في النعناع، وإنما في مركب من مركباته، وأن تعاطيه في الشاي أو الطعام لا يمكن أن يسبب السرطان. وهكذا، عادت حزم النعناع الى مجاريها!
اليوم، يتكرر المشهد.
الدكتور فهد الخضيري، أيضاً من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، يتهم أيضاً تمور المدينة المنورة، بأنها تُعالج بالكبريت السام المسرطن، لكي تنضج مبكراً. ومرة أخرى، يُسقط في أيدي تجار ومزارعي النخيل، ويصل الأمر الى أعلى المستويات القضائية، ويطالب التجار د الخضيري، بأثبات ما يدعيه، أو يدفع لهم كل الخسائر التي تسبب بها!
العاملان المشتركان في القصتين، هما المستشفى التخصصي، والمنتجات الزراعية للمدينة المنورة. ولو أننا في أيطاليا، حيث عصابات المافيا، لقلنا أن التخصصي يسعى لإسقاط تجار المدينة، لكي يحصل على بلايين الريالات من تجار الرياض!! ولأن الأمر ليس أفلاماً سينمائية، فيجب أن تكون هناك آلية تجمع الباحثين تحت مظلة واحدة، بحيث تتم الموافقة أو عدم الموافقة على أي رأي علمي، بحيث نضمن عدم إثارة البلبلة بين الناس، أو عدم قطع أرزاقهم.