نحن نرحل المشاكل ولا نعالجها لذا تحولت أزمة مثل أزمة العاملات المنزلية إلى أزمة مستديمة.
هذه المشكلة لها جذور عميقة في مجتمعنا حتى قبل تاريخنا الحديث, فالعديد من الحوادث والقتل والغدر الغيلة كانت تتم بواسطة خدم المنازل أو غرباء عن الأسر, والحق كان لهم دور إيجابي في حسم بعض الأحداث التاريخية لصالح المجتمع.
كانت الجزيرة العربية ممرا للجيوش والمرتزقة من المحاربين التي كانت تشارك في الحروب وأصبحت فيما بعد جزءا من النسيج الاجتماعي وجزءا من تكوين البيوت والمنازل، فليس ظاهرة الخدم طارئة في المجتمع المحلي, كما أن العمالة الأجنبية التي تأتي من وراء البحر الأحمر وعلى طول الحدود الشرقية لإفريقيا -شرق إفريقيا- أو من يأتي من سواحل الخليج العربي من الساحل الشرقي للخليج العربي أو تلك الهجرات التي تأتي من آسيا الوسطى هذه الشعوب لها سجل طويل مع العرب وبلا انقطاع لكنها في التاريخ الحديث غلبت هجرات (القارة) الهندية وشرق إفريقيا على السكان الأصليين حتى أصبحت أشبه بالأغلبية بالنسبة لدول الخليج. وتحولت مهنتين هما العاملة المنزلية والسائق إلى تركيب أصيل في المجتمع السعودي خصوصا وفي المجتمع الخليجي بوجه عام بل إنها جزء فاعل ونشط في الحياة العامة للأسرة الخليجية, نتيجة عاملين هما: الرفاهية والوظائف. لأن المرأة زادت الحاجة إليها للعمل خارج المنزل في وظائف: التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية. مما تطلب اعتمادها على الخادمة المنزلية والسائق بشكل خاص في السعودية وإن كانت هناك بعض الفروقات إلا أن دول الخليج والسعودية لم تحاول حل أزمة الخادمات من خلال إيجاد حلول تطرحها الجهات الوظيفية بتوفير حضانة داخل العمل, وتعديل أنظمة ولوائح إجازة الولادة (الوضع) والأمومة والرضاعة وفترة الحضانة التي قد تصل إلى سنتين مع كامل الراتب وساعة الرضاعة العالمية التي تمنحها دول العالم للأم المرضعة.
نحن في السعودية نتباكى فقط على قتل الأطفال وتقطيعهم وهم أحياء وتمزيق أطرافهم من خادمات بدوافع عقائدية وانتقامية أو أمراض نفسية ورغم ذلك لا نحرك ساكنا سوى إجراء واحد إيقاف الاستقدام المؤقت من بلاد العاملات القاتلات وبعد فترة بسيطة يعاد فتح الاستقدام وكأن شيء لم يكن وتستمر المأساة والقتل والتشويه والنوح مع كل حادثة جديدة, فهل فكر قطاع الوظائف في حلول لحماية أطفال وأسرة الموظف والموظفة.