Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 22/07/2013 Issue 14907 14907 الأثنين 13 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

سؤالان يتوجّب طرحهما قبل الابتكار

رجوع

سكوت أنتوني:

لا شك في أن فريق العمل على المشروع استعد للحلقة الدراسية، وأن أعضاءه عملوا بدقة على وضع مستند «باور بوينت» الحافل بالوقائع، والأرقام التي تُبرِز ما يستقطب الأنظار، في ما نعتبره سوقاً مزدهراً في مجال التدرّب الإداري في الصين (وقد تم تمويه التفاصيل للحفاظ على خصوصيّة العميل). وقد أظهرت خطة أعمال معدّة بدقّة كيف أن المشروع قادر على الاتساع بطريقة مدروسة في ستّ مدن كبرى في الصين.

بيد أن العرض سلّط الضوء على شرخ ملحوظ بين فريق العمل ورعاته من الإدارة العليا، حيث إن المسؤولين التنفيذيين أرادوا وصول الشركة إلى 100 مدينة. وهنا، عمدتُ إلى إيقاف الاجتماع، وطلبت من قائد فريق العمل على المشروع، ومن الراعي الرئيسي له من الإدارة التنفيذية، أن يكتبا على ورقة رأي كل طرف حول ماهيّة الغاية الإستراتيجية الأساسية من المشروع.

وقد كُتب على الورقة التي سلّمها قائد المشروع: «إنتاج شركة تدر أرباحاً ملفتة وتتمتع بهوامش تطابق المستويات المؤسسية أو تزيد عنها».

أما الورقة التي سلّمها الراعي من الإدارة التنفيذية، فورد فيها: «توسيع نطاق تواجد العلامة التجارية في الصين».

وهنا، بدا التفاوت في الآراء متجلّياً للعيان. ففي حين كانت مخطّطات فريق العمل واضحة تماماً، لم يتأكد أعضاؤه من الافتراضات حول الدوافع التي تحثّهم على المباشرة بها. ولا شك في أن الهدف النهائي من عدد كبير من الابتكارات يقضي بدرّ عائدات مالية. ولكن أسباباً أخرى قد تحثّ أيضاً على الابتكار، ومن بينها تعزيز معنويات الموظفين، وترك أثر اجتماعي، وتعزيز علامة تجارية. وبغضّ النظر عمّا إذا كان تحقيق عائدات مالية يشكّل الهدف، من المهمّ أن يتطلع المبتكرون إلى أمر آخر يسمح بتوضيح الأمور، قبل البدء بالابتكار، يتمثل بكيفية قياس الجهود المبذولة. وهنا، من الضروري توخي أكبر قدر ممكن من الدقّة. فما هي العائدات المستهدفة في نهاية المطاف؟ وما الموعد النهائي لتحقيقها؟ وأين يجب أن تقع الهوامش التشغيلية؟.

ومن السهل والخطير، بالنسبة إلى المبتكرين المؤسسيين، غض النظر عن السؤالين المرتبطين بالسبب والكيفيّة، لا سيما بالنسبة إلى من يعمل ضمن مجموعات نمو جديدة أو حاضنات أعمال. وتقضي إحدى الآليات التي تعتمدها بعض الشركات، للتعاطي مع هذه المشكلة، بحث كل فريق على وضع ميثاق قبل البدء بالعمل، يفصّل الغاية الإستراتيجية للمشروع (الأسباب)، والأهداف المحددة منه (الكيفية)، والخيارات الإستراتيجية المطروحة وغير المطروحة على الطاولة، إلى جانب مواضع التشكيك البالغة الأهمّية، والموارد التي يشتمل عليها المشروع (من ناس ومال)، وتحديد هوية من هو مسؤول عن اتخاذ قرارات من هذا النوع، والركائز الإستراتيجية الأساسية، والموعد التالي لتقييم المشروع.

- سكوت أنتوني شريك إداري في شركة «إنوسايت» الاستشارية في مجالَي الابتكار والنمو. ويحمل أحدث كتاب له عنوان «كتاب الابتكار الأسود الصغير» The Little Black Book of Innovation.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة