تسعى الهيئة العليا للسياحة ممثلة بإدارة المتاحف والآثار للحفاظ على تراثنا باعتباره جزءا مهما من ثقافتنا وعندما نحتفظ بالبنية الطينية التي كانت في يوم من الأيام هي المنازل التي نأوي إليها والمساكن التي نعيش فيها فإن الحفاظ عليها يعد ضرورة ملحة للحفاظ على تاريخ عشناه في حقبة من الزمن وتراث يحكي لنا تلك الحقبة الزمنية، وفي محافظة عنيزة هناك العديد من البيوت الطينية التي لا تزال تحتفظ بقوتها ونظارتها وتعيد لنا تلك الحقبة الزمنية من تاريخنا، ومن هذه البيوت بيت العلامة والفقيه الشيخ صالح القاضي غفر الله له حيث يحتفظ البيت بقوته ومهابته وقد كان مكاناً للفتوى الشرعية ويشتمل على غرفة التوقيف للمخالفين ويأتي إليه الناس للبحث عن فتاوى الشيخ صالح القاضي رحمه الله في زمانه.. ولهذا كان الاحتفاظ به إرثا ثقافيا وتاريخا قائما أمر تحدده الضرورة وقد علمت أن أسرة القاضي تتجه الآن لهدمه وإزالته وحاول الكثيرون إقناعهم بشرائه منهم إلا أن هناك ظروفا أعاقت إتمام عملية شرائه لذلك فإنني آمل كما يأمل الكثيرون تدخل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مع الهيئة العليا للسياحة لتذليل صعوبات الشراء قبل أن نفقد تراثا مهما يحمل صبغة تاريخية لها قيمتها ووزنها ومثل هذا البيت بيتان طينيان أحدهما بيت المنصور في شارع القاضي والآخر بيت الجنيني أمام مركز التميمي للتربية الخاصة في حي الجهيمية، إن لهذه البيوت أصالة تاريخية يجب الاحتفاظ بها لتكون رمزا مهما في تاريخنا التراثي وستكون هذه البيوت الأثرية واحدة من إنجازات الهيئة العليا للسياحة إذا هي حافظت عليها ووضعتها نماذج لتاريخنا وأصالتنا وثقافتنا التي نفاخر بها في كل المجتمعات والله الموفق.