قد يرى المجتمع أنّ التفحيط ظاهرة سيئة بل وخطيرة جداً، ولكن المفحط الشاب يرى أنها هواية ومهارة وجرأة بل وشجاعة في أغلب الأحيان، وهي نظرة - أي الظاهرة - لا تعدو عن كونها مغامرة مثلها مثل تسلُّق الجبال وسباق السيارات أو الرالي أو الألعاب البهلوانية المدهشة، التي تخلبّ لب الجمهور وتبعث على الإعجاب وتملأ روح الشاب بالزهو، لكن المؤسف حقاً أنّ هؤلاء الشباب يمارسون هذه الهواية المهارية في غير مكانها أي في الحواري والشوارع، للفت نظر الجمهور، وهنا تكمن خطورتها وسلبيتها، لأنّ هذا المفحط يبحث عن جمهور لا يصفق له أينما كان هذا الجمهور ويزداد زهوه وعناده أكثر حينما تطارده دوريات الشرطة، وهنا يتضاعف خطره على سكان الحواري والمنافذ الفرعية لاسيما في الأحياء المكتظة بالسكان الممتلئة بالعابرين والمتسوقين والباعة الجائلين والباسطين والباسطات، من العجائز المسكينات اللواتي يبحثن عن الرزق الحلال، وهنا يتضاعف خطر المفحط مرتين، ثم إذا ما قبضت عليه الدورية وزجّته بالسجن وأوقعت عليه أقسى العقوبات، فإنه ما إن يخرج مهما طالت المدة حتى يعود إلى نفس الممارسة الخطيرة إياها أي التفحيط، ولكي نحول هذه الهواية الخطرة السلبية إلى هواية أمنية إيجابية ولكي نبعدها عن الأحياء السكنية، فما هو المانع لو أنشئ نادٍ لمهارات القيادة أي قيادة السيارات خارج المدن، وليكن نادياً رسمياً مثله مثل نوادي الرالي والسباقات الدولية لكي يمارس فئة هؤلاء الشباب هوايتهم الجريئة ؟ ثم ما المانع أيضاً لو استفادت وزارة الداخلية من هذه الهواية في تدريب بعضهم على مطاردة المجرمين والإرهابيين لكي يشعروا بالمسؤولية، فليس هنالك إصلاح أجدى من إشعار المرء بالمسؤولية؟.