Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 21/07/2013 Issue 14906 14906 الأحد 12 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

مرّ من رمضان أكثر من ثلثه.. وما زلنا كلما قابلنا صديقاً أو اتصلنا بقريب حييناه بالتحية المعتادة: «مبارك عليكم الشهر.. كل عام وأنتم بخير».

أنا شخصيا أختار أن أجعلها في كل اتصالاتي تحية أشمل, ودعاء أخص يليق بنا وبأوضاعنا اليوم: «كل عام وأنتم بخير وأمن وسلام».. ومع هذا فهو اختيار يعبر فقط عن حلم بما نفتقد, فالشوارع العربية المتأججة في الجوار لا تبشر بكونه موسم سلام!

أشرعنا أبواب رمضان عام 1434 هجرية في عز موسم صيف ملتهب؛ حيث تصل درجة الحرارة في شتى مناطق المملكة ما يتعدى الأربعين درجة مئويا, بل ما يقارب في بعضها الخمسين درجة مئوية وهي الدرجة التي يمنع فيها العمل في الخارج. على أن الأكثر التهابا من طقسنا الداخلي ماديا هو الالتهاب عاطفيا على كل مستويات الانتماء في محيطنا الإقليمي والعربي والإسلامي.

كيف يتداخل هذا الالتهاب عبر مستويات الانتماء وعبر الفصول للعام الثالث؟ حتى ينتهي بالبعض منا للتأكيد بأن ليس كل المسلمين مسلمين؟

منذ ابتدأ ما سموه تجاوزا «الربيع العربي» في يناير 2010 والعرب في حالة التهاب وتأجج, تقافز شرارة -بقدرة قادر أو ربما بفعل فاعل مستتر- متفاعلا مع رياح الجفاف المجتمعي وضيق الشباب بأوضاعهم من تونس إلى ليبيا إلى مصر في شمال إفريقيا عابراً البحر الأحمر إلى اليمن ثم البحرين ثم سوريا.. وهناك من ينفخ بكير التأجيج ليأجج الخلاف بين الشعوب الآمنة في الخليج امتد الإحساس بحرارته في الخليج.

عواصف متتابعة تشعل هشيم المهمشين أجد صعوبة في تصنيفها عفوية الانطلاق. ولن أقول إن الأوضاع في المنطقة العربية مثالية, أو أننا غير قادرين على الحلم أو محاولة تحسين الأوضاع غير المرضية, ولكن تفسير كون الأوضاع المادية والمجتمعية ضاغطة على نسبة متصاعدة من المجتمع وفئة الشباب بالذات, لا يفسر كيف تحولت شعارات التجمعات من تجمعات سلمية شبابية تنادي بتحسين الأوضاع الاجتماعية, إلى حركات مسيسة منظمة تنادي بإسقاط الأنظمة - بالرغم من تفاوت الأنظمة بين البلدان المعنية- وتتصلب رافضة أي حوار.

أبحث عن عامل مشترك يفسر لي ما حدث؛ لا أجد مشتركا في البدء غير معاناة الشباب التي لا ينكرها أحد من بطالة وعطالة, وازدحام الشوارع بالجياع, وافتقاد السكن والفرح والقدرة على تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار ماديا وعائليا, وانشغال المسؤولين وأوهام المتربعين على الكراسي عما يملأ الشوارع الخلفية من تفاصيل المآسي.

و لا أجد مشتركا في النهاية غير اختطاف مبادرة الشباب وتحويلها إلى صراعات بين أحزاب سياسية تكونت قبل أن يولدوا, أكل عليها الزمن وشرب, تتنافس لتنفذ عبر مبادرتهم إلى السلطة.

هذا ما يبدو للوهلة الأولى ولكن المزيد من التأمل والتحليل والمتابعة يظهر أشياء أخرى تستتر كأشباح بالظلام لتثير فينا تهيؤاتها عوامل الرعب. وليست الأشباح من يلام, بل فشلنا في تفهم أن ما تخيفنا به هو مجرد أحبولة تقودنا بها الى الاستسلام لتوجيهاتها بتعميتنا عن الوجهة الصحيحة؛ مصيرية البقاء كمجموع تعني ضرورة البناء كفريق متساند متداعم لضمان مستقبل مثمر لأجيالنا القادمة.

ثمة من أشعل كل نقاط التصدع القابلة للاشتعال كحريق متزامن: الطبقية اقتصاديا والطائفية دينيا والمذهبية إسلامياً. وفي كل موقع وجد مسمارا لتعليق يافطة باسم متهم محلي أو إقليمي.

هل كان المسبب غليانا داخليا ذاتيا؟ أم إشعالا بفعل فاعل خارجي استتر في كل موقع وراء قناع مختلف مموه الملامح؟ ثم تشوهت النتائج بصورة خارج التحكم حين تلقفته أنانيات وصراعات الداخل المزمنة؟

تشوه النتائج مقصودا أو غير مقصود لا يؤدي إلا للخراب.

أتابع معكم في حوارنا القادم

حوار حضاري
موسم الالتهاب 1 /2
د.ثريا العريض

د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة